تحظى الأسواق القديمة في مدينتي الدماموالخبر والممتدة على شوارع باتت معروفة بأسماء اكتسبت شهرة محلية وخليجية كشوارع الحب، وسيكو، والجنيد في الدمام وشوارع السويكت والملك خالد والملك فهد في محافظة الخبر، باهتمام خاص من أمانة المنطقة الشرقية للسعي إلى تنظيم هذه الأسواق التي باتت مراكز تجارية تتوسط كبرى مدن المنطقة. برامج مخصصة ومن خلال برامج مخصصة أعدتها أمانة المنطقة الشرقية ممثلة في بلدية وسط الدمام وبلدية الخبر لتطوير المناطق المركزية، أكد رئيس بلدية وسط الدمام المهندس مازن بخرجي إنجاز 75% من ترميم المباني التي تم حصرها في المنطقة المركزية بالدمام، والتي تشمل 209 مبان حيث تم الانتهاء من ترميم 124 منذ بدء البرنامج. صعوبات التنفيذ وأكد بخرجي وجود صعوبات تكمن في عدم التزام بعض أصحاب المباني مع البرامج التي تتطلب ترميم المباني، وتأخر الملاك في ترميم بعض المباني الرئيسية والهامة بالمنطقة بسبب عدم تفهم بعض الملاك مع بعض المعايير والاشتراطات الفنية المعتمدة بالأمانة، رغم إيضاح ما تتمتع به المنطقة المركزية من طابع خاص جدا ويلزم التقيد به، مشيرا إلى أن البلدية عازمة على التعامل مع المخالفين من أصحاب هذه المباني بحزم حيث تم رفع خطابات بأسماء 34 من ملاك المباني إلى الجهات المختصة بعد إنذارهم تمهيدا لفصل الكهرباء والماء على المحلات التجارية لحين تجاوبهم مع هذه البرامج. التراث العمراني وأشار بخرجي إلى أهمية مبادرة أمانة المنطقة الشرقية لإنشاء مركز متخصص للتراث العمراني لمراكز المدن، سيسهم إلى حد كبير في تفعيل البرنامج ووعي المستفيدين وخلق المقاولين والأيدي العاملة في هذا المجال، موضحا أن خطتها في تطبيق البرنامج تتضمن إلزام ملاك المباني المزمع إنشاؤها بضرورة التقيد في تصميم وتنفيذ المبنى والواجهات بحسب الدراسة ليتم تحقيق الهدف المرجو من توحيد الهوية المعمارية وتأكيدها من خلال الطابع المعماري للمنطقة، ووضع بعض التصورات المستقبلية المقترحة للواجهات باستخدام الطراز المعماري التراثي الذي يتلاءم مع طبيعة المنطقة وهويتها التاريخية مع تطبيق الاشتراطات في تصميم المباني الجديدة والمباني القائمة القديمة الواقعة ضمن المنطقة المركزية لتوحيد الهوية والنمط المعماري بالمنطقة. الحفاظ على التراث وذكر بخرجي أن الأمانة قررت تطبيق الخطة على المشاريع الاستثمارية، من خلال إقامة المشاريع الاستثمارية التي تعزز الهوية التراثية كالأسواق الشعبية ذات القيمة الاقتصادية والمعنوية في تأهيل الحرف الشعبية والمقتنيات الأثرية للمحافظة على الطابع العمراني للمنطقة الشرقية، وإحياء الذاكرة العمرانية التي تميزت بها المنطقة عبر سنوات عدة على المستويين المحلي والخليجي وتطبيق الخطة أيضا على الساحات والحدائق العامة. هوية المدينة وكانت رؤية برنامج التطوير قد تركزت على جعل مدينة الدمام مدينة ذات هوية عمرانية وثقافية وسياحية تعكس تاريخ المدينة وأصالتها بأسلوب حضاري حديث، وتضمنت رسالة البرنامج التميز في إظهار هوية منطقة وسط الدمام، حيث إن الدمام مدينة ذات تاريخ وطابع وهوية مميزة وتعتبر من ضمن أهم واجهات المملكة على ساحل الخليج مما يضعها في تنافس دائم بين المدن المجاورة على وجه الخصوص ودول الخليج المحيطة على وجه العموم، لذلك يتطلب على الأمانة السعي الدائم وراء إبراز الهوية المعمارية للمنطقة والمحافظة على تراث وخصوصية المنطقة والعادات والتقاليد والإرث المعماري. حلول عمرانية متعددة من جانبه أوضح رئيس بلدية محافظة الخبر المهندس عصام بن عبداللطيف الملا ل"الوطن"، أن بلدية الخبر مستمرة في خطتها لتطوير المناطق المركزية في الخبر ومنها معالجة وتطوير الخبر الشمالية التي تمثل الخطوة الأساسية لأحياء وسط الخبر وتفعيل المخطط الهيكلي بصورة عملية، حيث تم عمل دراسة عمرانية متكاملة، وعمل مسح ميداني للمنطقة وفهم المكونات القائمة ودراسة الأسلوب الأمثل للتعامل معها من ناحية دمجها ضمن الدراسة الشاملة لتطوير الخبر الشمالية ودراسة أفضل السبل لتطوير البيئة العمرانية للمنطقة دون المساس بالهيكلة العامة لها ووضع الاقتراحات التصميمية والحلول العمرانية، للحرص على أن يكون لها طابع عمراني خاص يميزه عن باقي المناطق والأحياء الأخرى لكون تلك المنطقة تعد من أقدم أحياء الخبر وعصب الحياة التجارية فيها. تطوير البنية التحتية وأوضح الملا بأن بلدية الخبر قامت بإعادة تطوير وتأهيل غالبية الشوارع في الحي ويجري استكمال ما تبقى منها حاليا، وقد اشتمل تطوير البنية التحتية على تركيب شبكة لتصريف مياه الأمطار وإنشاء مواقف للسيارات وأرصفة ذات طابع جمالي وبالطوب الملون وممرات للمشاة. وبشأن المباني التراثية بالحي أشار الملا أن البلدية تسعى وبالتنسيق مع ملاك المباني القديمة والمتهالكة في المنطقة إلى إعادة تطويرها وترميمها لتظهر بشكل مخالف عما هي فيه، وقد طالت بعض المباني في الآونة الأخيرة تحسينات عدة من قبل ملاكها وبعد التنسيق مع البلدية مما حولها إلى واجهة الخبر الشمالية لتمثل أحد مبانيها الواقعة على طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز على سبيل المثال معلما بحد ذاته نظرا لطريقة بنائه والشكل المعماري له، بينما أنشئت المباني الأخرى بأشكال مختلفة وبطريقة تماثل الطراز المعماري القديم في المنطقة. كما قامت بلدية الخبر بافتتاح خمس ساحات للمواقف العامة بالخبر الشمالية تتسع ل410 سيارات وتشغيل تلك الساحات عن طريق شركة مواقف المسؤولة عن مواقف السيارات.