عزا الخبراء المراقبون لبطولة كأس الأمم الأفريقية الحالية، الأسباب الحقيقية لغياب النجوم الأفارقة المحترفين في الدوريات الأوروبية عن النسخة الحالية، إلى ضعف الجوائز التي يرصدها الاتحاد القاري، حيث يرصد 1.5 مليون دولار فقط كجائزة مالية يحصل عليها المنتخب الفائز بالبطولة، ومليون دولار للوصيف، و750 ألفا لصاحب المركز الثالث. وأدى ضعف المكافآت إلى غياب نجوم مؤثرين في مقدمتهم الغاني مايكل إيسيان لاعب ريال مدريد الإسبانى، والمغربي عادل تاعرابت لاعب كوينز بارك رينجرز الإنجليزي، بعدما تحول لاعبو كرة القدم إلى مشاريع استثمارية عملاقة تدر أرباحا خيالية ليس لهم فحسب وإنما لوكلائهم والأندية التي يلعبون لها، ولا تعتبر المكافآت المالية التي رصدها "الكاف" حافزا على الإطلاق لهؤلاء النجوم من أجل القتال في الملعب وصولا للقب. وأكد الخبراء أن راتب العاجي ديديه دروجبا (16 مليون دولار سنويا من ناديه الصيني شنجهاي شينهوا)، يفوق الجائزة المالية لبطل كأس الأمم الأفريقية ب10 أضعاف، الأمر الذي يجعل مشاركته في البطولة نوعا من الترف بالنسبة له، وليس سعيا لتحقيق اللقب. ومن المفارقات التي تشهدها النسخة الجارية للبطولة، المقابل المادي الضخم الذي يحصل عليه ثلاثي منتخب ساحل العاج، دروجبا والأخوان يايا وكولو توريه ثنائي مانشستر سيتي الإنجليزي، حيث يحصلون على حوالي 1.8 مليون دولار كرواتب شهرية، وهى أعلى من قيمة جوائز بطل أمم أفريقيا ب300 ألف دولار. وبعيدا عن المكافآت المالية، فإن التأمين الصحي على اللاعبين لا يرتقي لمستوى نجوم البطولة، حيث تعجز بعض الاتحادات الأفريقية عن تحمل تكاليف الرعاية الصحية لأي لاعب في حالة تعرضه للإصابة، ويعود بالضرر على الأندية المتعاقدة مع أولئك اللاعبين بمبالغ مالية كبيرة.