اتهمت أسرة مقيمة في المدينةالمنورة مستشفى خاصا بالتسبب في وفاة قريبتهم، بعد وصولها للمستشفى، وتقديم معلومات مغلوطة إلى الأجهزة الأمنية، الأمر الذي دفع بالشرطة إلى فتح تحقيق حيال بلاغ الأسرة. جاء ذلك بعد أن لاحظ ضابط بالدوريات الأمنية وجود حذاء الفتاة في باحة الاستقبال بالمستشفى. وبدأت القصة حينما شعرت فتاة (23 عاما) بمرض حاد، فاضطرت الأسرة إلى نقلها للمستشفى لتلقي العلاج، غير أن الفتاة ظلت في قاعة الانتظار لأكثر من ساعة دون أن يتدخل قسم الطوارئ - حسب بلاغ الأسرة - لمعاينة حالتها، بالرغم من علامات الإرهاق التي كانت واضحة عليها، لتسقط الفتاة مغشيا عليها في قاعة الانتظار، فيما سارع فريق التمريض عقب ذلك بنقلها إلى حجرة الطوارئ، حيث تبين أنها فارقت الحياة. وأكد الناطق الإعلامي المساعد لشرطة المدينةالمنورة المقدم فهد عامر الغنام أن الأسرة تقدمت ببلاغ حول التداعيات والظروف التي صاحب وفاة ابنتهم، لافتا إلى أن القضية أحيلت إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. ووفقا لبلاغ الأسرة، فبعد أن تبين للطبيب الذي عاين حالة الفتاة أنها فارقت الحياة، اضطرت إدارة المستشفى إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية مقدمة معلومات مكذوبة، مشيرة في بلاغها إلى وصول الفتاة للمستشفى مفارقة للحياة، مطالبة الأجهزة الأمنية بالتدخل لمعرفة تداعيات الموقف. وتشير الأسرة في دعواها إلى حضور الدوريات الأمنية إلى الموقع وفقا لبلاغ المستشفى، حيث أفاد أحد المناوبين في المستشفى لرجال الأمن بوصول الفتاة مفارقة للحياة، غير أن ضابط الدوريات الأمنية الذي حضر إلى الموقع لاحقا لم تنطل عليه تلك الادعاءات خاصة بعد أن عاين حذاء الفتاة في باحة الاستقبال. وبدأ الضابط في السؤال مركزًا على "هل وصلت الفتاة وهي على قيد الحياة أم متوفاة؟"، وبعد إلحاح تبين من خلال إفادات الشهود إلى جانب ذوي الفتاة، أنها فارقت الحياة بعد وصولها الى المستشفى بزمن، وليس- كما جاء في بلاغ المستشفى- ليتم على ضوء ذلك إحالة الحادثة إلى مركز الشرطة للتحقيق في تداعياتها. من جانبه، أوضح المدير التنفيذي لمستشفى الصفا الدكتور حسين الردادي أن الفتاة فارقت الحياة بعد ثوان من وصولها إلى قسم الاستقبال حيث سقطت أرضا مفارقة الحياة. وبحسب تصريح الردادي في اتصال أجرته معه "الوطن"، فبمجرد سقوط الفتاة أمام موظف الاستقبال جرى على وجه السرعة نقلها إلى قسم الطورائ حيث تبين من خلال معاينة الطبيب الذي عاين الحالة، أنها فارقت الحياة، مضيفًا أن الفتاة كانت قد خرجت قبل يومين من مستشفى النساء والولادة بعد أن قضت 15 يوما عقب ولادتها حيث كانت تعاني من أنيميا الخلايا المنجلية. يذكر أن أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد كان قد أمر في 21 أغسطس عام 2006، بإغلاق بعض مرافق مستشفى الصفا إلى جانب إيقاف كافة الكوادر التي أدانتها التحقيقات في مصرع المواطنة نجاة بلحمر، التي توفيت عقب إجراء عملية ولادة قيصرية لها نتيجة نقل دم من فصيلة مخالفة لفصيلة دمها فجر الخميس الثالث من أغسطس 2006، مخلفة وراءها أربعة أطفال وزوجا. فيما جاء أمر أمير المدينةالمنورة في ذلك الوقت بعد زيارة مفاجئة للمستشفى، حيث وقف شخصيا على أوضاعه التي تحدثت تقارير رسمية في حينها عن تدهورها، ليصدر توجيهاته بإغلاق أقسام التوليد والجراحة والمختبر، وهي الأقسام التي لا يمكن للمستشفى العمل دونها، والتي أثبتت التحقيقات ضلوع بعض موظفيها في وفاة المواطنة، إضافة إلى إيقاف كافة الكوادر التي أدانتها التحقيقات حتى إشعار آخر.