استهلال: إذا لم يكن هناك قلب مرشد، يهدينا إلى الصواب، يدفعنا إلى الأمام إذا تعثرت بنا مراكبنا، من سماته التسامح والحلم والتعاطف. وإلا ستكون النتيجة وخيمة، شديدة السواد صعبة الزوال، وستبقى تلك السلبيات واقعا مؤلما، معتمة في بياض الشخصية، نعاني منها طوال الدهر ولا نتوقف عن مداومتها إلا إذا سمعنا بموت قريب لنا. ظاهرة: (المقاهي والمعسل) حكاية مستهلكة، الجميع كتب وسطر حرفه، وأدلى بدلوه، إلا إنني أريد الظهور من هذه المقالة ولو بفائدة واحدة من تلك الأماكن، التي يتوهم أنها ملهى لهم، وحقيقتها تعب وخيم، بدايتها متعة متوهمة، ونهايتها إدمان وشقاء. من الطبيعي ألا يدرك أولئك القوم ما أقوله إلا إذا أتلفوا أموالهم، وأنهكوا أبدانهم، وأهملوا زوجاتهم وأبنائهم، عندئذ سينكشف الستار للجميع!. تنبيه: إن سلوك الأبناء البالغين، الآباء والأمهات براء منه كبراءة الذئب من دم يوسف، لا سيما إذا كانت أعمارهم تتجاوز العشرين عاما؛ لأنها راجعة لهوى النفس وتأثير المجتمع من حوله. فالمفترض أن يُستغل هذا الفراغ في صقل المواهب، وتفتيح المدارك بالاطلاع والقراءة. مثال: أقرب مثال لتقرير هذه الرؤية: ما تفوح داخل تلك المقاهي الشبابية من رائحة يغلب عليها الفساد الأخلاقي، والتقصير الديني؛ لأنها بيئة لأفراد أدمنوا المفترات، ناهيك عن المحيط الداخلي للمقهى من إزعاج، وصوت الموسيقى الصاخبة، وبعض الممارسات الخاطئة، والسلوكيات الدخيلة على مجتمعنا". مواجهة: ربما القسوة في النصح والإرشاد تعطي القوة وتولد العزيمة من المقصر، وحتى إن توالت الأيام، وتسارعت الأزمان، فإنها تبقى رنانة في عقله حتى تغير حالا. وبعد النجاح سيدرك جيدا أن قسوتهم كانت من قلب حليم متعاطف.