يسعى الثوار السوريون بعدما خيم الجمود على جبهات حلب للسيطرة على المطارين المحيطين بالمدينة لحرمان النظام من ورقة أساسية بيده والسيطرة تاليا على كبرى مدن شمال سورية. وقال العقيد أبو قصي، أحد قادة المسلحين في العملية المتعددة الجبهات ضد القاعدة التابعة لقوات النظام في محيط المطار "إذا سقطت المطارات، فإن حلب جميعها ستسقط". وأوضح أن جيش الرئيس السوري بشار الأسد يستخدم مدرج المطار الذي طوله ثلاثة كيلومترات لنقل الذخائر والإمدادات لقواته في حلب والتي تسيطر على نصف المدينة. ويعتبر وقف استخدام النظام للمطار أهم جزء من خطة قطع طرق الإمدادات على الجيش السوري النظامي. ويواصل الجيش السوري الحر الضغط على الطرق التي تستخدمها القوات النظامية. وفي السياق،قتل صحفي فرنسي من أصل بلجيكي برصاص قناص في مدينة حلب شمال سورية، بينما دارت اشتباكات عنيفة أمس بين مقاتلين أكراد وآخرين معارضين للنظام السوري غالبيتهم من الإسلاميين في مدينة حدودية مع تركيا. وقتل الصحفي ايف دوباي "إثر إصابته برصاص قناص خلال اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية بالقرب من سجن حلب المركزي بريف حلب"، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وعرض ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي صورتين لجثة الصحفي وبطاقته. وكان دوباي يعد تقارير من سورية لصالح مجلة "آسو" (اقتحام) المتخصصة بالشؤون العسكرية التي أسسها قبل خمسة أعوام، علما بأنه سبق أن أطلق مجلة "ريد" (غارات) عام 1986. ويواجه الصحفيون ظروفا صعبة في محاولتهم تغطية النزاع السوري، إذ تشير أرقام منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى مقتل 17 صحفيا من الأجانب والسوريين، إضافة إلى 44 ناشطا إعلاميا، منذ منتصف مارس 2011. وعلى بعد مئات الكيلومترات إلى الشرق من حلب، دارت معارك عنيفة أمس بين مقاتلين أكراد ومقاتلين معارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد غالبيتهم من الإسلاميين في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، والواقعة في محافظة الحسكة. وقال المرصد السوري "دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة ومقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي في مدينة رأس العين"، يستخدم خلالها المقاتلون المعارضون "المدفعية الثقيلة ودبابة". وقال ناشط من المدينة قدم نفسه باسم "هفيدار" إن "وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي)" وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، "قامت بالاستيلاء على دبابة تابعة لجبهة النصرة". وكان الناشط نفسه أفاد بأن الجبهة التي تصنفها الولاياتالمتحدة على لائحة المنظمات الإرهابية، "قامت بإدخال ثلاث دبابات من الجهة التركية" إلى المدينة. وشن الطيران الحربي أمس غارات جوية على مناطق في محيط دمشق بينها عربين وداريا، مع استمرار محاولة القوات النظامية السيطرة على معاقل للمعارضين. وفي شمال البلاد، أفاد محافظ حلب وحيد عقاد أن ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح 63 آخرون بتفجير في حي المحافظة الذي تسيطر عليه القوات الحكومية غرب المدينة.