موظف أرامكو هو الوحيد الذي يداوم دواما كاملا إن لم يزد عليه لا ينقصه، وهو الوحيد الذي يعمل بكامل طاقته 8 ساعات إن لم يزد، وهو الوحيد الذي لا يملك الواسطة ولا المعارف ولا المجاملات، وهو الوحيد الذي لا تجد عليه رفاهية المال مع العلم أنه أعلى مرتب من أقرانه الموظفين بالقطاع الحكومي، أما إذا قلت لماذا فالجواب بكل بساطة لأنه لا يملك غير راتبه، أما البقية إلا من رحم ربي لهم موارد كالعيون الجارية، هو الوحيد الذي يحترم القوانين الموضوعة ويطبقها بحذافيرها ولا يجد غضاضة أو امتعاضا فهو قد جبل على هذا، هو الوحيد الذي تقل معارفه وفي الشتاء الوحيد الذي يذهب لعمله ليلا ويأتي لبيته ليلا، هو الوحيد الذي ثلاثة أرباع راتبه ديون سلفة على الراتب ترجيع مسحوبات الادخار، هو الوحيد الذي يرى ظلم التأمينات عليه ولا يفتح فمه فبعد ثلاثين سنة وأكثر من الخدمة بعد وفاته التي غالبا ما تكون قريبة من أثر الضغوط التي مورست عليه خلال خدمته لا يبقى لأولاده وزوجته إلا أقل من 15% من راتبه، لماذا لا يعلم أنه هو الوحيد الذي يتفانى في تأدية عمله المرهق له بدنيا وعقليا ولا يعطى قدر حقه وخصوصا من أقرانه أو موظفي الحكومة كخدمات المراجعة فعند سؤاله الموظف بأن له جهة عمل تحاسبه على كل دقيقة يغيب فيها عن عمله يتوجه له موظف الحكومة قائلا أعطني راتبا كالذي تتقاضاه وأنا أعمل أفضل منك. هو الوحيد الذي لا يملك سيارات أو بيتا فخما وخدما وحشما مثل موظف الحكومة أما كيف هذا هنا أحتار كيف أجيبكم. هو الوحيد الذي يجب عليه أخذ دورات تدريبية حتى آخر يوم له بالشركة حتى يطور نفسه. هو الوحيد الذي يتحمل كل المخالفات إذا صرفت له بطاقة دخول لسيارته لأي مرفق للشركة ولا عذر مقبولا كقوله بأن أحد الأولاد استعمل السيارة أو السائق أو زميل والمخالفات تؤثر على زيادته السنوية، هو الوحيد الذي يتحمل الإهانات من كل حدب وصوب لأن نظام العمل يقول متى وأين ولماذا وكيف ولو، نعم هو الوحيد الذي لا يتمتع بإجازته السنوية فهو يقضيها متنقلا بين الدوائر الحكومية لقضاء أعمال كانت معلقة ولم تسمح له ظروفه العملية بالانتهاء منها. هو الوحيد الذي لا يشارك أقرانه السهر والمناسبات العائلية لأنه يريد أن يستيقظ مبكرا ليبادر مسؤولياته الجسام. هو الوحيد المعرض للإصابة في أي وقت والتعويض يبقى بالحظ فإذا الدكتور عربي أعطي 35 ريالا كما حصل للكثيرين من زملائه، هو الوحيد الذي ينتهي عمره الافتراضي بعد سنة من تقاعده، إلا القليل منهم يعتمد على نوعية عمله الذي يشغله. هذا غيض من فيض لموظف أرامكو المطحون.