افتتحت أبواب معرض "خالد" لزوار وأهالي منطقة عسير بدءا من أول من أمس بالمركز الدولي للمعارض بأبها ويستمر حتى نهاية شعبان الحالي وسيكون العرض متاحاً للجميع. ويهدف المعرض الذي افتتحه أمير عسير الاثنين المنصرم في محطته الثانية بأبها إلى تعريف الجيل الشاب بإنجازات الملك خالد الذي ترك بصمة مميزة في تاريخ المملكة، وإطلاعهم على مناقب ومآثر الملك الراحل، طيب الله ثراه، ودوره في خدمة وطنه وعروبته والإسلام والمسلمين. وأكد أمير منطقة عسير نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أن معرض "خالد" الذي تنظمه مؤسسة الملك خالد الخيرية، والذي انطلق من العاصمة الرياض ثم إلى أبها سيتنقل بين مناطق المملكة بصحبة ندوات علمية عن الملك خالد وسيكون شاهداً على منجزات الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله والتي ساهمت في بناء نهضة تنموية شاملة للمملكة، وكانت امتدادا لأعمال جليلة وضع لبنتها الأولى الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، وأضاف إليها ابناه الباران من بعده الملك سعود والملك فيصل، رحمهما الله. وأوضح الأمير فيصل بن خالد أن المعرض سيوثق لفترة حكم الملك خالد بن عبدالعزيز والتي استمرت على مدى سبع سنوات زاهرة، كما سيوضح كيف قاد خلالها بلاده بحنكة واقتدار وسط بحر من الأمواج العالمية والإقليمية المتلاطمة، واستطاع رحمه الله أن يبحر بالبلاد عبر عاصفة الفتنة إلى مزيد من التلاحم والترابط بين الشعب وقيادته. وقال أمير عسير إن المعرض سيحكي للجيل الحالي مواقف من العمل البطولي للملك خالد، وكيف كانت سنوات حكمه حلقة وصل جوهرية في تاريخ المملكة بين من سبقوه من ملوك المملكة، وبين المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي أكمل بناء أركان الدولة الحديثة ليأتي بعده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك الإنسانية وقائد مسيرة البناء والتطور وحامل لواء النهضة العلمية الحديثة ليحول المملكة إلى مجتمع معرفي قادر على مواجهة تحديات العصر. وأفاد الأمير فيصل بن خالد أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله حريص على توثيق فترات حكم من سبقوه من ملوك المملكة وتعريف المواطنين بما بذلوه من جهود لوضع أسس بناء الدولة ودورهم المشهود في تمهيد الطريق للانطلاق نحو تدعيم أركانها ورسم مستقبل أفضل يتناسب مع طموحات القيادة وأبناء الوطن جميعهم. وقال الأمير فيصل بن خالد مستطرداً "إن المعرض سيلقي الضوء على المنجزات التي تحققت في عهد الراحل الملك خالد، حيث سيضم المعرض عدداً من المطبوعات والصور والكتب والأفلام التي ترصد تاريخ سيرة الملك خالد وإنجازاته، إضافة إلى عرض بعض المقتنيات الخاصة به، رحمه الله، إلى جانب إلقاء الضوء على قربه- رحمه الله- من مواطنيه، وصفاته الكريمة وعلاقته بأهله وأبنائه وأحفاده"، مبينا أن المعرض سينتقل إلى عدد من مدن المملكة على مدى عامين لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المواطنين لزيارته والاطلاع على ما يضمه في أقسامه المختلفة من مآثر للملك خالد رحمه الله. ويتكون المعرض من سبع قاعات تلقي الضوء على جوانب من سيرة الملك الراحل وشخصيته وإنجازاته الكبرى، لتحيي ذكراه في عقول وقلوب شعبه الوفي، وتعرف الأجيال الجديدة التي لم تعاصره بملك كريم غادر بعد أن وضع بصمة تنموية عميقة في وجدان شعبه ما زال يجني ثمارها حتى هذا اليوم. وجرى تخصيص القاعة الأولى للتعريف بالملك خالد بصفته رجل دولة قاد بلاده في بحر من الأمواج العالمية والإقليمية المتلاطمة، وتمكن من التوفيق بين البناء والحزم مع الطغاة في نفس الوقت، وكيف استطاع أن يقود البلاد من خلال عاصفة الفتنة إلى مزيد من التلاحم والترابط بين القيادة والشعب. وتسلط القاعة الثانية الضوء على أهم المواقف التي اتخذها الملك خالد تجاه الأحداث الإقليمية والعالمية ودوافعه لاتخاذ تلك المواقف وأهم الدول التي زارها. وتم تخصيص القاعة الثالثة لإلقاء الضوء على قربه، رحمه الله، من مواطنيه، وكيف كان الملك الصالح يتعامل بكرم وسخاء مع مواطني المملكة خاصة الكبير والعاجز ومن تجاوزه الحظ، وكيف كان يغلب الرحمة على النظام حتى أصبح القدوة والمثل الأعلى للمسؤولين في عهده. وتركز معروضات القاعة الرابعة على عمق إيمان الملك خالد بربه والتزامه بتعاليم الإسلام الحنيف حتى في هواياته التي لم تتجاوز الموروثات التاريخية التقليدية التي أقرها الإسلام واعتادها العرب وتعارفوا عبر تاريخهم الطويل على توريثها لأبنائهم وتشجيعهم على ممارستها، وفي مقدمة هذه الهوايات الفروسية والرحلات البريّة والقنص بالصقور، التي يعود الفضل في تعويده عليها إلى والدته الأميرة الفاضلة الجوهرة بنت مساعد بن جلوي بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود التي كانت مولعة بالفروسية وتربية الفرسان. كما توضح معروضات القاعة الخامسة عددا من التساؤلات، ومن أهمها كيف كانت علاقة الملك خالد بأهله وأبنائه وأحفاده الصغار، وكيف كانت علاقته بإخوانه وأصدقائه والعاملين معه، وعلاقته بجيرانه قبل وبعد توليه الحكم. وتوضح معروضات القاعة السادسة الجوانب الإيمانية ومدى تعلق الملك خالد بربه وببيوت الله وتعامله مع الناس بصرف النظر عن مدى قربهم وبعدهم عنه. أما معروضات القاعة السابعة، فتوضح كيف تمكن الملك خالد من اختيار المشروعات الاقتصادية الكبرى التي تخطت فوائدها المدى القصير وتتخطى في مردودها الزمان والمكان لتشكل قاعدة صلبة لتنمية مستدامة مستمرة مازال الاقتصاد السعودي يجني ثمارها وسيستمر في جني ثمارها لعقود طويلة قادمة. وفي هذه القاعة أيضاً يتم التركيز على مجموعة من المشروعات العملاقة التي تم تنفيذها بتزامن رائع وبتركيز يسابق الزمن ليتميز عصر الملك خالد بالإنجازات التنموية العملاقة التي لا تخطئها العين على مختلف الجبهات. كما سيطلع الزائر لمعرض "خالد" لنموذج لباب الكعبة المشرفة الحالي الذي أمر الملك خالد ببنائه من الذهب الخالص والذي يعتبر تحفة فنيّة فريدة من نوعها، وقبل تركيب ذلك الباب في مكانه بدل الباب القديم.