شاهدت برنامج "الرئيس" والذي عرض يوم الأحد بتاريخ 18 / 1 / 1434 على قناة "لاين سبورت"، وأثار الرعب في قلوبنا، حيث كان يدور موضوعه حول "خطر المتسللين إلى الأراضي السعودية"، وكيف أصبحوا جماعات متفرقة في قرى مختلفة من منطقة عسير. ولستُ أبالغ عندما أقول إن خطرهم أصبح يقلقنا كثيرا ونحن نشاهدهم في ازدياد رُغمَ كل تلك الجهود التي يبذلها رجال الأمن وفقهم الله لدحرهم إلا أنهم أصبحوا غير مبالين. إن انتشارهم بهذه الصورة المزعجة لهو أمر مرعب جدا، وإن لم تعمل الجهات الأمنية بكل قطاعاتها وطاقمها في ردعهم ودحرهم وتنظيف البلاد منهم فإن القادم سيكون أسوأ حالا مما هو عليه الآن. إن ضررهم في مجتمعنا قد انتشر، وكم من ضحية أصبح مرهونا لخبثهم وحقارتهم. لقد أتوا لتخريب هذه البلاد وإغواء أبنائها بما يصنعونه من خمور ومسكرات، وما تلك البؤر والأوكار التي تدهمها قوات أمننا البواسل ورجال الهيئة المخلصون، وتقبض على مصنعيها وتدمر ما صنعوه إلا خير شاهد على خبثهم الدفين. إن بلد الأمن والأمان يجب أن يبقى آمنا بحفظ الله وحمايته ثم في قدرة رجال أمننا وما يبذلونه من جهود عظيمة لدحر مثل هؤلاء. لا بد للجميع من التعاون والتضييق عليهم وخاصة من المواطنين، وذلك بعدم إيجاد فرص عمل لهم حتى ييأسوا. لقد رأينا في تعاملهم العنف والقسوة وهم بذلك غير مبالين بأحد قد اطمأنوا لتزايد أعدادهم، وقد حصنوا أنفسهم في أماكن بعيدة عن الأنظار رغم أنهم يتواجدون بكثرة في المراكز النائية. يجب ألا يكون أبناؤنا ضحية لما تصنعه أيديهم وتخطط له عقولهم. إنه وإن لم يندحر شرهم وتنطفئ نار بغضهم فإن الضحية العظمى ستكون من شباب هذا الوطن الغالي الذين أصبحوا لهم طعما وقعوا في شباك حبالهم الرذيلة. إننا نعلم يقينا أن مثلَ هذه الفلول الخبيثة لا تخفى على المسؤولين أو قيادات رجال الأمن الأفذاذ، ولكننا نأمل منهم التحرك السريع لصد انتشار مثل هؤلاء. إننا نأمل أن يسكن خوفنا ويهدأ منا البال وخصوصا عندما نراهم صبحا ومساء في جماعات يسيرون، وفي عصابات يظهرون، وكذلك عندما نشاهدهم على الأرصفة وأمام المحلات في الأماكن التي تكون بعيدة عن أعين رجال الأمن. إن السند الأول بعد الله لرجال الأمن أن يعرف المواطن أن وجودهم خطر عظيم قد قدم إلينا، وأنه ينبغي علينا جميعا أن نقف صفا واحدا ندعم الأمن ورجاله بكل ما نملك، وألا نتعامل مع هؤلاء بأي حال من الأحوال. يجب أن يفهم هذا كل مواطن، وأنه واجب لوطنه عليه بألا يستعين بمن هم يريدون المكر والفساد بأرضنا وشبابنا. إن إجلاءهم من كل القرى والمحافظات التي بليت بهم، وأصبحت تتجرع مرارة تواجدهم بها، لهو حلم يراود أهالي وأبناء تلك القرى والمحافظات، ويحلمون بذلك اليوم الذي يُصبحون فيه ولا يرون لهم أثرا حتى تنبعث لهم الطمأنينة على نفوسهم وأهليهم وأموالهم. اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم طهر بلادنا منهم، وأدم على بلادي نعمة الأمن والإيمان.