استغرقنا سنوات ونحن ندرس بشعار موحد، تخرجنا عليه وأتت أجيال لتستلمه بعدنا واليوم نسمع بقرار وزارة التربية والتعليم في دفع 41 مليون ريال لتغيير شعارها الذي سيصدر في العام المقبل، ولا نعلم لماذا صُرف هذا المبلغ الضخم في تغيير هذا الشعار؟ بل ما العلة من صرف هذا المبلغ؟ فبدأت مخيلتي تسرقني لرؤيته وكأنه شعار خطوطه مرصعة بالألماس، أم هل بتغيير الشعار ستخرج مدارسنا طلابا نوابغ في العلم؟ أم سيعود زمن اينشتاين وهارفي؟، شعار لا يوجد في محتواه سوى رسوم فوتوشوب بألوان محدودة. فعفوا يا وزارتي الغالية، تركنا الأساس وبحثنا عن القشور، تركنا تطوير المدارس وبناياتها ومناهجها واهتممنا بشعار لا يسمن ولا يغني من جوع، جميعنا نرى ذكرياتنا وهيبة مراحلنا الدراسية في شعارنا القديم الذي يعبر عن جمال التعليم وروعته، فكان من الأفضل صرف هذا المبلغ في المرحلة الابتدائية التي سمعنا وعودا لتطبيق مادة الحاسب فيها منذ اثني عشر عاما وإلى الآن نستيقظ على نفس السيمفونية الرتيبة، غدا سننطلق وغدا سيكون، فلا وجدنا غدا ولا اليوم، اهتمامنا بقشور الأشياء يجعلنا أكثر عرضة للتراجع للخلف وأكثر عرضة لإنتاج أبناء مستقبل لا يهتمون إلا بمظهر كتابهم ولونه ولا يعلمون عن محتواه شيئا، فلنبسط في رؤيتنا للهوامش ولنهتم بالمضمون.