انتقد عدد من التشكيليين والتشكيليات تمزيق عميد كلية العلوم والآداب بجامعة الباحة أعمال الطالبة والرسامة هند الغامدي بعد أن عرضتها داخل أروقة الكلية وبعد أخذ موافقة مسؤولة النشاط في الكلية، وقد استغرق الإعداد للمعرض أكثر من ثلاثة أشهر، إلا أن الغامدي فوجئت بإتلاف أعمالها من قبل عميد الكلية، وعلى الرغم من اعتذار العميد للطالبة لاحتواء الموضوع إلا أن ذلك لم يلغ استهجان عدد كبير من الفنانين والفنانات الذين أجمعوا على خطأ العميد بتمزيق اللوحات وأنه كان عليه النصح والإرشاد كون الرسامة في بداية طريقها. مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف الفنان التشكيلي فيصل الخديدي رأى بأن ما حدث يعد تجاوزا لكل القيم الإسلامية والإنسانية والأدبية والتربوية، قائلا: ديننا الإسلامي يأمرنا بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة في حال وجدنا خللا وليس بالعنف وإتلاف الممتلكات بطريقة غير لائقة من أكاديمي يقود دفة عمادة كلية أدبية وإنسانية، أما عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز عصام عسيري فعلق بقوله: بعد قراءة الموضوع من عدة مصادر ومشاهدة الأعمال قبل وبعد الحدث أرى أنه جرت العادة أن تزور لجنة تشكّل حسب الأنظمة المعمول بها لإجازة عرض الأعمال الفنية التي يتضمنها أي معرض تشكيلي، ولكن في هذا المعرض لم يتم ذلك وإنما حصل بجهود ذاتية دون استشارة جهة محايدة، أما الفنان أحمد طيب منشي فشدد على ضرورة محاسبة عميد الكلية، ويضيف: كفنانين نتقبل انعدام الوعي الفني ولكننا لا نتقبل الاعتداء بدون تشريع قانوني، متسائلا بقوله: أين الدبلوماسية الإدارية والتوجيه والإرشاد فالعنف لا يؤدي إلى تعديل أو تقويم سلوك هذا إذا افترضنا جدلا وجوده، وإن كانت موافقة عميدة الكلية ووكيلتها على إقامة المعرض تنفي وجود شبهة. من جانبها تقدمت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بمنح العضوية للفنانة مجانا لمدة عام حسب ما ذكره رئيس مجلس إدارة الجمعية الفنان محمد المنيف الذي أوضح أن الفنانة تستحق التكريم والتحفيز وليس التحطيم، لأن مثل هذه الموهبة وبما قدمته من أعمال استحقت العرض بناء على رأي المنظمين للمعرض في جامعة لها مكانتها في الوطن، وكان يفترض أن يقدم لها الدعم والتشجيع لا أن تتعرض لمثل هذا الموقف الذي نشكر الدكتور ناصر الغامدي على اعتذاره للتشكيلية الطالبة هند وهو أقل مما ينتظر لها منه ومن الجامعة، مع ما أقر لها من إقامة مرسم لممارسة إبداعها فيه، فإن منح الجمعية العضوية لها يأتي ضمن دورها في تبني المواهب وإعادة للثقة في نفسها لتواصل دعمها وتشارك في المناسبات التي تعتزم الجمعية القيام بها كما جاء في لائحتها من حقوق للتشكيليين على اختلاف مستوياتهم.