منذ سنوات مضت وجه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بمشروع الابتعاث الخارجي لتزويد الشباب السعودي والشابات السعوديات بمختلف العلوم من جميع أنحاء العالم، وقد عاد بعض هؤلاء الشباب والشابات ومعهم المؤهلات العلمية التي بعثتهم الدولة من أجلها، وما زال الابتعاث الخارجي مستمرا، ولا شك أن هذا البرنامج - أعني الابتعاث الخارجي للشباب السعودي والشابات السعوديات- هدية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله إلى أبناء الوطن، وحتى يستفيد الوطن ويجني ثمار جهود أبنائه لا بد من إيجاد حل جذري لتوظيف هؤلاء الشباب والشابات وإيجاد عمل يحقق طموح كل واحد منهم، ولا شك أن الدولة تسعى لتحقيق هذا المطلب، غير أنني أخشى أن يكون نظام التقاعد المدني الصادر عام 1393 قد يكون حاجزا من حواجز التوظيف أمام الوظائف المناسبة لأبناء الوطن، لأن خدمة 40 سنة يستحق بعدها الموظف كامل راتبه من أكبر العقبات، ولا شك أن نظام التقاعد المدني قد صيغ بما يناسب عام 1378 وجدد عام 1393. إن تلك الفترة القديمة لا تناسب جيل اليوم، بل هي مختلفة جملة وتفصيلا، ونظام التقاعد المدني وضع بشري قابل للتعديل والتبديل والإلغاء، والأنظمة التي يضعها البشر يلزم تعديلها وتقويمها بما يناسب العصر، وعلى هذا الأساس أتمنى من الجهات المسؤولة عن نظام التقاعد المدني والتقاعد العسكري أن يجددوا هذه الأنظمة بما يناسب متطلبات عصرنا، بحيث لا تكون هذه الأنظمة التقاعدية سببا لقلة الوظائف لأبناء الوطن، ومن هنا فإنني أجدد الدعوة إلى تقليل المدة التي بعدها يستحق الموظف التقاعد بكامل راتبه بحيث لا تزيد هذه المدة عن 30 سنة للموظف السعودي بدلا من 40 سنة المعمول بها حاليا، ويحق للموظف السعودي تقاعد مبكر بعد مضي نصف المدة أي بعد: 15 سنة من الخدمة، أما الموظفة السعودية فأرجو ألا تزيد خدمتها عن 20 سنة بدلا من 40 سنة وتستحق الموظفة السعودية بعد 20 سنة راتبا تقاعديا كاملا، ويحق لها أن تطلب تقاعدا مبكرا بعد خدمة 10 سنوات، وحتى لا تغضب المؤسسة العامة للتقاعد، من الممكن أن تضاعف العائدات التقاعدية على الموظفة السعودية بحيث تكون 18% بدلا من 9% المعمول بها حاليا، ويضاف لهذه العائدات التقاعدية نسبة مماثلة من الدولة، أي: تدفع الدولة 18% بالإضافة إلى ما يقتطع من الموظفة السعودية، إن خدمة 20 سنة للموظفة السعودية فكرة مطروحة منذ فترة ولكنها لم تجد من يوافق عليها لأسباب لا نعلمها، ولكنني مقتنع بفائدة خدمة 20 سنة للموظفة، لأن معظم العاملات في وزارة التربية والتعليم قد تجاوزت خدمتهن 20 عاما فتعطى من أكملت 20 عاما تقاعدا بكامل راتبها الذي تتقاضاه، ويحل محلهن خريجات الجامعات السعودية، وبهذا العمل آنف الذكر قد أعطينا هذه تقاعدا وأوجدنا لهذه عملا بدخل شهري وقللنا إلى حد كبير نسبة العاطلات من المواطنات السعوديات واستغنينا عن المقترح الذي مضمونه موظفتان على وظيفة واحدة وهو مقترح أرجو أن لا يرى النور؛ لأنه من غير المناسب أن يقتسم شخصان وظيفة واحدة ودخلا واحدا في الدولة, ودولتنا غنية وخيراتها كثيرة والحمد لله، وهذه الدولة المباركة تسعى في كل جهد لخدمة المواطن والمواطنة وتوفير أسباب العيش الكريم لهم, وأخيرا أرجو أن ترجح مصلحة المواطن والمواطنة على كل اعتبار آخر.