صام مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد نايف هزازي عن التهديف في الآونة الأخيرة، واضعا علامة استفهام كبيرة خصوصا وأن فتور علاقة اللاعب مع شباك مرمى الخصوم، تزامن مع إعلان ارتباطة رسميا بالفنانة بلقيس فتحي. لم يمارس هزازي هوايته في هز شباك الخصوم منذ مباراة الذهاب بدوري أبطال آسيا أمام الأهلي في أكتوبر الماضي والتي أحرز فيها هدف اللقاء الوحيد (الدقيقة 67) بطريقة صاحبها جدل كبير بعد أن لامست الكرة يده قبل تسديدها في المرمى. وابتعد المهاجم الدولي عن التسجيل ل595 دقيقة لعبها في 6 مباريات بدوري زين السعودي للمحترفين أمام فرق الشباب والفتح والشعلة والأهلي والرائد والهلال بعد تغيبه عن لقاء نجران ومشاركته أمام الرائد في الدقيقة 35 من عمر الشوط الأول. "الوطن" عرضت تذبذب مستوى هزازي الذي اجتهد كثيرا في المباراة الأخيرة أمام الهلال دون جدوى، على عدد من المهاجمين الدوليين السابقين لمعرفة الأسباب المباشرة في غياب حساسية اللاعب التهديفية، كما لم تغفل الجانب النفسي أيضا، حيث استنطقت اختصاصيا في هذا الشأن. ضغط نفسي وعن وضع هزازي الجديد، قال مهاجم الاتحاد الدولي مدير كرة العميد السابق، حمزة إدريس "كل مهاجم يمر بمرحلة يجانبه التوفيق فيها، وعلى الرغم أن نايف لا يسجل أهدافا خلال الفترة الحالية، إلا أنه يبذل الجهد المطلوب منه، وبصفة عامة عندما تطول مدة غياب المهاجم عن التهديف، يتعرض إلى ضغط نفسي كبير خصوصا إذا كان نجما يلعب لناد جماهيري كهزازي". وتابع "نايف يتحرك كثيرا، لكنه لا يتمكن من هز الشباك لأن قراراته في التصويب دائما ما تكون غير سليمة، والواقع أن نايف افتقد للتركيز في المباريات الأخيرة مما أدى إلى هبوط مستواه". وحول تأثير ارتباطه بالفنانة بلقيس على تشتته ذهنيا، قال "هذا شأن خاص جدا لا يجب على الإعلام أو الجمهور أن يتدخل فيه، كما أنني أرى أن من شأن مثل هذه الخطوة أن تجعل اللاعب أكثر استقرارا في حياته بمختلف وجوهها". روشتة من جانبه، طالب مهاجم الاتحاد السابق عبدالله فوال، اللاعب هزازي بالتركيز داخل المستطيل الأخضر كون كرة القدم باتت رزقه وأسرته التي يسعى إلى تكوينها، وأن لا يهتم بالشكل أكثر من اللعب. وقال "ونحن في سن نايف كنا نحرص على الظهور بالمظهر اللائق دون أن يكون ذلك على حساب مستوانا الفني وعطائنا في الملعب". وزاد "سبق وأن تحدثت طويلا مع نايف بأن يعي مواطن القوة لديه وهي إجادته للألعاب الهوائية وضربات الرأس وأن يعمل على تنمية ذلك مقابل البعد عن اللعب الأرضي والمراوغة وعدم الاحتفاظ كثيرا بالكرة لأنه ضعيف في هذه الناحية، ومتى ما عمل بذلك واتخذ الموقع المناسب داخل الصندوق، سيستعيد كل المفقود بعيدا عن أي مؤثرات خارجية". أفضل مهاجم أما مهاجم فريق الشباب، الدولي السابق فهد المهلل فكان له رأي مختلف حينما قال "نايف لم يهبط مستواه الفني بدرجة كبيرة وهو لا يزال أفضل مهاجم في الاتحاد، لكن إصابته بالرباط الصليبي والتي خضع على إثرها لعملية جراحية، أثرت على عطائه وهو يحتاج إلى وقت للعودة إلى سابق عهده". فقدان تركيز وعن تأثير الجانب النفسي في حياة هزازي واللاعبين بصفة عامة، شدد عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد سابقا، الأخصائي النفسي الدكتور حاتم الغامدي على أن التغييرات في حياة الإنسان لا بد أن تؤثر على نفسيته سواء كانت إيجابية أو سلبية وقد تؤدي إلى إضعاف تركيزه. وعن حالة هزازي، قال "الملاحظ على نايف أنه في الفترة الأخيرة فقد التركيز وهذا ما يجب أن يعيه تماما، فقد قل عطاؤه في المباريات خصوصا في مباراتي الرائد والهلال وإن كانت المباراة الأخيرة شهدت تحسنا طفيفا في مستواه الفني. ومن المؤكد أن اللاعب سيعود إلى سابق عهده فقد مر فريقه الاتحاد ككل بنفس هذه الحالة عندما خرج أمام الأهلي في إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وهو نفس الوضع الصعب الذي يمر به هزازي الآن جراء تغيير في الحالة المزاجية لديه". وأردف "السعادة أو الكآبة تؤديان إلى هذه الحالة وليس التعاسة فقط، كما أن تفكير هزازي في العروس أو الحياة الزوجية، من شأنه أن يسبب حملا نفسيا زائدا، وهذا الحمل بكل أبعاده يؤدي إلى ضغط يفقده التركيز، لكن الاستقرار الأسري بعد الزواج سيعيد نايف إلى حالته الطبيعية المعهودة بتحسين وضعه النفسي". وبين الغامدي أن الإعلام لعب دورا كبيرا في التأثير على هزازي، وقال "الإعلام يؤدي أحيانا إلى مرور اللاعب بإحباطات تؤثر على عطائه في الملعب، وكذلك الجماهير بالنقد اللاذع أو غير البناء الذي يتسبب في جرح اللاعب ويهدم نفسيته وشخصيته كنجم، وهذه ضريبة الشهرة حيث يكون اللاعب تحت المراقبة وتظل خطواته محسوبة وأخطاؤه أيضا على غير الناس العادية كما هي إيجابياته التي تضخم بشكل يفوق الآخرين من غير النجوم، ولهذا يساعد علم النفس الرياضي في تثقيف اللاعب بكيفية طرح أحاديثه أو تصريحاته وكيفية تقبل النقد الهادف".