انتشرت منذ فترة ليست بالقصيرة حسابات ساخرة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحظى بعدد من المتابعين يصل إلى مئات الآلاف، وتحتل مراتب متقدمة بين قائمة أفضل 100 حساب شعبي، بحسب موقع "توبار". وتتنوع تغريدات هذه الحسابات بين النقد اللاذع والسخرية وإطلاق بعض "النكات" على واقع الحياة البسيطة للسعوديين أو قرارات بعض المسؤولين. ولم تخل تغريداتهم الساخرة من توجيه النقد لبعض السياسيين حول العالم، الأمر الذي جعل بعض المغردين يشككون فيمن يقف خلف هذه الحسابات بأنهم إعلاميون أو ممثلون أو حتى مسؤولون. ويقول المتخصص في الشبكات الاجتماعية والتسويق الإلكتروني مروان المريسي في حديثه ل "الوطن" إن ظهور هذا النوع من الحسابات في "تويتر" مؤشر على وجود مواهب فذّة في مجال الكوميديا، لم تجد طريقها إلى وسيلة إعلامية أخرى، أو ربما فضلت أن تقديم نفسها عبر منصة "تويتر"، وذلك لما يتميز به هذا الموقع من مقومات الانتشار السريع، سواءً لصاحب الحساب أو للتغريدة الساخرة. وتابع قائلاً: "ليس بمستغرب أن يأتي أصحاب الحسابات الساخرة في المركز الثاني من حيث عدد المتابعين بعد رجال الدين ونجوم الإعلام في المنطقة العربية. وهؤلاء لا يصح أن نقول عنهم إنهم مبدعون فقط، بل هم "سوبر مبدعين"، وذلك لأنهم استطاعوا التحول إلى نجوم في هذا المجال دون أن يأتوا من خلفية إعلامية. وأكد المريسي أن أغلب تلك الحسابات ظهرت للترفيه، مع وجود قلة تهدف إلى النقد عبر بوابة السخرية اللاذعة، وربما لذلك يختار بعضهم إخفاء هويته والاكتفاء بصورة رمزية تمنح له المزيد من الحرية في رفع سقف النقد الذي يمارسه. وأضاف أن متابعة مئات الآلاف لهذه الحسابات الساخرة تدل على أنهم وجدوا قبولاً عالياً، كما تدل على وجود صناعة تقنية لم تستثمر بعد. وأضاف: في فترة من الفترات حرصت على جمع عدد من هذه التغريدات وتعتزم مكتبة العبيكان نشر تلك التغريدات في كتاب يصدر قريبا بمشيئة الله. وعن فرضية أن من يقف خلف بعض هذه الحسابات هم مشاهير في الأصل سواء كانوا مذيعين معروفين أو ممثلين أو حتى مسؤولين قال المريسي: لا أفضل إدراج مشاهير الكوميديا القادمين من خلفية سابقة سواء في التمثيل أو الكتابة الصحفية ضمن مجموعة المغردين الساخرين، حتى وإن كانت لهم إبداعات حقيقية في هذا المجال. أفضّل أن ينحصر هذا التصنيف على المغردين الساخرين الذين انطلقوا من "تويتر" وليس من أي منصة أخرى. ويقول الكاتب والباحث في مجال الإعلام الجديد الدكتور فايز الشهري إن الحسابات الساخرة جزء من الأدب الساخر الذي عرضته الصحافة التقليدية لسنوات طويلة جداً، فضلاً عن أنها تحمل جزءا أكبر من الحرية. وأشار إلى أن هناك مشاهير قد يلجؤون لإنشاء مثل هذه الحسابات الساخرة بدون معرفة أحد، وذلك بسبب سقف الحرية الذي يجدونه في تلك الحسابات. وأكد الشهري أن أصحاب هذه الحسابات يعبرون عن انفعالاتهم الطبيعية وبدون أي قيود تذكر بشكل ساخر جداً وموجع أحياناً.