أكد أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة الملك سعود الدكتور محمد فؤاد زيدان أن أنظمة تكييف الهواء تستهلك ثلثي الطاقة الكهربائية في المملكة خلال فصل الصيف كما أن انتقال الحرارة عبر أغلفة المباني يمثل 60% من إجمالي حمل تكييف الهواء في التطبيقات السكنية. وأوضح خلال جلسات العمل للمنتدى السعودي الثاني لكفاءة الكهرباء في الرياض أمس أن خفض هذا الجزء من الحمل يخفض استهلاك الطاقة الكهربائية بشكل ملحوظ وأن أكثر الوسائل فعالية للحد من حمل انتقال الحرارة عبر الأغلفة يتم بواسطة استخدام العزل الحراري في الجدران والأسقف. وأشار زيدان إلى أن الأبحاث التي أجريت أوضحت أن العزل الحراري عندما يستخدم بشكل صحيح يمكن أن يزيد من تأخير الفترة الزمنية لحمل الذروة بما يساعد على ضبط مستوى الحمل على شبكة الكهرباء، متسائلا عن كيفية العزل الحراري والنوع الذي يجب استخدامه. وتناول الدكتور سامي على الصانع أستاذ بقسم الهندسة الميكانيكية بجامعة الملك سعود في ورقة العمل القيم المثلى للمقاومات الحرارية لجدران الأبنية وفرص ترشيد الطاقة في أغلفة المباني التي تسهم في تحقيق وفورات طاقة عالية في حمل تكييف الهواء مع الحفاظ على الراحة الحرارية داخل المباني بتكلفة إجمالية تبقى عند الحد الأدنى الأمثل، مشيرا إلى أن نظام التقييس للعزل الحراري في المباني لم ينضج بعد في المملكة. وقال الصانع إن القيم المثلى وبالتالي الموصى بها لجدران الأبنية تعتمد اعتمادا كبيرا على نوع المادة العازلة المستخدمة وإلى حد أقل بكثير على تكوين الجدار في المباني وأن تلك القيم تكاد تكون متطابقة فيما بين مدينة الرياضوجدة. وركزت جلسات أمس على الجهود الوطنية والكفاءات الفنية وبناء القدرات لاستخدام الكهرباء بكفاءة وأفضل الأساليب لتخفيض استهلاك الكهرباء في المباني والمنشآت واستعراض أبرز التجارب العربية والدولية في مجال ترشيد الاستهلاك. وأوضح وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء رئيس اللجنة الإشرافية للمنتدى والمعرض المصاحب الدكتور صالح بن حسين العواجي أن من أهم البرامج التي تسعى لها المملكة هو نقل التجارب العالمية وتبادل الخبرات في مجال تحسين كفاءة استخدام الطاقة ومن بينها الاستخدام الأمثل للكهرباء وتحسين كفاءة استهلاكها في المباني، والصناعة، ونشر المعرفة بالوسائل المتاحة لذلك والتعرف على المستجدات التقنية لتطوير استخدام مصادر الطاقات المتجددة. ودعا المشاركين إلى الاستفادة القصوى من هذا التجمع التقني المتميز وذلك بحرص المشاركين على اكتساب المعرفة من الخبراء المتحدثين وتوطينها وحرص الخبراء على التعرف على العوائق والمشاكل التي تواجه المهندسين المشاركين لتطوير كفاءة الكهرباء في المملكة للتركيز عليها في الدراسات المستقبلية وإيجاد الحلول الناجعة لها وحرص الخبراء والمستشارين المحليين على بناء علاقات تعاون مع الجهات والخبراء المشاركين من خارج المملكة لتوطين تقنيات رفع كفاءة الطاقة الكهربائية وما له علاقة بمصادر الطاقة المتجددة، والاستفادة من تطبيقاتها في المملكة. من جانبه قدم محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج الدكتور عبدالله الشهري، عرضا حول معدلات إنتاج واستهلاك الكهرباء في المملكة والسياسات التنظيمية التي قامت بها الهيئة لتنظيم قطاع الكهرباء والجهود التي تبذل من كافة مكونات القطاع للنهوض به وتحسين خدماته. إلى ذلك أوضحت المهندسة المعمارية واستشارية الأبنية المستدامة في مصر فلورنتين فيسر أن المباني مسؤولة عن استهلاك 40% من الطاقة في العالم ويمكن أن تحقق إسهاما كبيرا في توفير الطاقة والحد من غازات الاحتباس الحراري وغاز ثاني أكسيد الكربون.