أكد مسؤول في اللجنة السياحية بغرفة الأحساء أن الرحلات الجوية لطائرات نقل موظفي شركة أرامكو السعودية من مطار الأحساء "الحالية" إلى جهات أعمال الشركة في مختلف مواقع المملكة، بجانب صغر مساحة صالات ومدرج المطار، سيقفان عائقين بشكل واضح أمام حركة الملاحة الجوية للطائرات الدولية القادمة والمغادرة من مطار الأحساء، والمزمع البدء في انطلاقتها خلال الشهرين المقبلين، طبقاً للتوصيات المرفوعة من اللجنة الثلاثية للهيئة العامة للطيران المدني ومديرية الجوازات والجمارك السعودية، المتضمنة استيفاء متطلبات التشغيل الدولي للمطار. وقال رئيس اللجنة السياحية في غرفة الأحساء عبداللطيف العفالق، خلال حديثه أمس إلى "الوطن" أن اللجنة تعمل حالياً على زيادة جدول الرحلات الدولية المغادرة والقادمة إلى مطار الأحساء؛ بالتعاون مع الجهات المسؤولة في الهيئة العامة للطيران المدني، إلا أن اللجنة تواجه عقبتين، يجري حالياً التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لبحثهما وإيجاد الحلول السريعة والناجعة لتفعيل المطار دولياً بشكل مقبول –على حد قوله- للمسافرين إلى خارج المملكة والقادمين إلى الأحساء، وهما: صغر مساحة المطار، وكثافة رحلات "أرامكو". وأضاف أنه جرى التواصل مع شركة أرامكو السعودية بشأن تقليص عدد رحلاتها من المطار، إذ إن العدد الإجمالي لرحلات طائرات "أرامكو" من مطار الأحساء 57 رحلة أسبوعية، وذلك بواقع 8 رحلات يومياً، مما يشكل عبئا كبيرا على حركة الملاحة داخل صالات ومدرج المطار، مبيناً أن دراسة ميدانية للجنة داخل المطار، أبانت أن الفترة الزمنية التي تستغرقها الرحلة الواحدة "المغادرة" داخل المطار هي ساعتان منذ بدء استقبال الركاب وإنهاء إجراءات سفرهم وإقلاع الطائرة من المطار، وهي الفترة الزمنية ذاتها التي تستغرقها الرحلات "القادمة" منذ الاستعداد لهبوطها في المدرج وإنهاء إجراءات دخول المسافرين ومغادرتهم المطار، مشيراً إلى أنه طبقاً لتلك الدراسة، فإن المطار مشغول بحركة طائرات نقل موظفي شركة أرامكو نحو 16 ساعة يومياً (بواقع ساعتين من 8 رحلات)، مقترحاً إيجاد صالة مخصصة لطائرات أرامكو بالإضافة إلى مدخل ومخرج مخصصين لموظفي الشركة. وأضاف أن اللجنة، تجري حالياً تنسيقاً مع 8 شركات طيران خليجية وعربية لتشغيل طائراتها في مطار الأحساء، إلا أن تلك الشركات متخوفة ولديها عدم ثقة في نجاح تشغيل طائراتها في مطار الأحساء، وعليه لجأت غرفة الأحساء إلى إزالة المخاوف من الخسائر عند الشركات إلى اعتزامها استضافة الأسبوع المقبل 3 شركات طيران، وهي: النيل المصرية، والجزيرة الكويتية، والخطوط العمانية، لزيارة الأحساء، وستتولى اللجنة تعريف تلك الشركات بالمقومات السياحية والمعالم التراثية والحضارية، وتزويدها بالأرقام الإحصائية للنمو الحضاري والتنموي والسكاني في الأحساء، بهدف إقناع تلك الشركات بتشغيل رحلاتها من مطار الأحساء. وأضاف أن اللجنة، اتفقت مع 5 شركات طيران أخرى لتشغيل رحلات من مطار الأحساء، وهي: فلاي دبي والعربية الإماراتيتان والقطرية والسعيدة اليمنية، ونسمة المصرية، لافتاً إلى أن اللجنة تعمل كذلك على زيادة رحلات هذه الشركات، إذ إن بعضها وافقت على تشغيل رحلتين أسبوعياً فقط، معتبراً تلك الرحلتين قليلتين مقارنة بأعداد المسافرين من الأحساء –على حد تأكيده- طبقاً لدراسة ميدانية وبحثية أعدتها غرفة الأحساء توضح أعداد المسافرين المستخدمين للمطارات الأخرى من المواطنين والمقيمين في الأحساء، والتي جاءت النتائج فيها أن أبناء الأحساء يمثلون 40% من مستخدمي مطار الملك فهد في الدمام، و12% من مستخدمي مطار مملكة البحرين، و10% من مطار الدوحة. وتوقع العفالق، أن يسجل التشغيل الدولي للمطار نجاحاً كبيراً، بسبب أن الأحساء بها 80% من إجمالي النفط والغاز في المملكة، وانطلاق أعمال شركة العقير السياحية التي تستهدف مشاريعها 9 ملايين سائح سنوياً، وإنشاء المدينة الصناعية في سلوى، التي تعتبر أكبر مدينة صناعية بمساحة 300 ألف كيلومتر مربع. ولكن سيكون صغر مساحة مبنى المطار عائقاً آخر في استقبال الأعداد المتزايدة من المسافرين، مؤكداً أن الأحساء بحاجة إلى بناء مطار جديد طبقاً لتلك الإحصائيات في أعداد مستخدمي المطارات الأخرى من أبناء الأحساء، لاسيما أن القراءات المتعددة للتطور في الأحساء تشير إلى تضاعف العمالة الوافدة من الخارج، وهو ما يتطلب طائرات لنلقهم إلى بلدانهم. وذكر أن اللجنة، ستعمل مع إدارة الجمارك السعودية على سرعة توفير أجهزة التفتيش المختلفة، مبدياً أسفه الشديد، أن الملاحة الجوية في المطار بعد شهرين في الوقت الذي لا تزال الملاحة الجوية "الداخلية" في المطار شبه معدومة –على حد قوله-، إلا من رحلتين أسبوعياً إلى جدة، ولا توجد رحلات إلى جدة أو إلى المنطقة الجنوبية، وهو ما يتنافى مع توجه الهيئة العامة للسياحة والآثار في تشجيع السياحة الداخلية بين مناطق المملكة.