تواجه حوالى مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم من عدد سكان العراق البالغ 30 مليونا ،أوضاعا صعبة اقتصاديا واجتماعيا في العراق حيث تخصص الحكومة رواتب متدنية جدا لا تكفي لإعالتهن، مما يدفع بعضهن إلى دورات تأهيل تتولاها منظمات أهلية للحصول على عمل. وتحذر سلمى جابو مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة والناشطة في الحركة النسائية من "التاثيرات السلبية لهذه الفئة على المجتمع نظرا لتنامي أعدادها . وتشير جابو إلى أن "الأرملة بعد خسارة معيلها تضطر إلى اللجوء لعائلتها التي تعاني هي الأخرى من عوز مالي مما يؤدي إلى ازدياد العنف ضدها أو قيامها بإرسال أطفالها إلى العمل بدلا من المدارس، أو قد تلجا إلى بيع نفسها والتحول إلى عاهرة". وتؤكد جابو أن "تحرر المرأة اقتصاديا سيحرك العملية الاقتصادية والإنتاجية والثقافية والاجتماعية في المجتمع، ولكي تربي جيلا يجب أن تتمكن اقتصاديا لكي تفكر بشكل سليم". وفي حين يقتصر دعم الدولة على تخصيص راتب شهري بسيط،(150 ألف دينار شهريا ما يعادل 130 دولارا) تتولى بعض منظمات المجتمع المدني فتح مراكز لتدريب الأرامل إيمانا منها بأن دعمها اقتصاديا هو الحل الملائم لجميع مشاكلها. وفي هذا السياق، تقول سهير علي مسؤولة إدارة "مركز تدريب وتطوير الأرامل" في منطقة المسبح، وسط بغداد، إن "غاية المركز تدريب وتطوير الأرملة لكي تكون مؤهلة للعمل والاعتماد على نفسها اقتصاديا أولا وقبل كل شيء". وتضيف المسؤولة عن المركز الذي يعمل ضمن أنشطة منظمات المجتمع المدني "فتحنا ورشا تدريبية في التمريض والكمبيوتر والخياطة واللغة في مركزنا. وتستفيد الأرملة من تعلم إحدى هذه الاختصاصات للاعتماد على نفسها".