يغازل الأهلي التاريخ اليوم، وهو يواجه نظيره أولسان الكوري الجنوبي في نهائي دوري الأبطال الآسيوي، ساعيا لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد. ويبحث الأهلي عن أول لقب له في المسابقة التي بلغ نهائيها مرة واحدة قبل 26 عاما، وعن انتزاع بطاقة التأهل للمشاركة في كأس العالم للأندية في نسختها المقبلة، وكذلك عن تعزيز مرات استحواذ الفرق السعودية على كأس البطولة لتعادل الرقم القياسي للفرق الكورية الجنوبية (3 مرات لفرق كوريا مقابل مرتين للسعودية). ولن تكون عودة الأهلي باللقب سهلة، فهو لن يواجه فقط سرعة الكوريين وتفوقهم البدني وكفاءتهم الهجومية فحسب، بل سيواجه كذلك طقسا باردا تصل درجات الحرارة فيه إلى حدود الدرجتين المئويتين، ناهيك عن التعامل مع عشب تبلله الأمطار التي لاتكاد تتوقف.
يقف الأهلي على أبواب إنجاز تاريخي مهم، يتمثل بإحرازه لقب بطل دوري أبطال آسيا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه عندما يلتقي في ال1.30 من بعد ظهر اليوم نظيره أولسان الكوري الجنوبي في عرين هذا الأخير في نهائي المسابقة. ويتطلع الأهلي إلى العودة بلقب سعودي ثالث في البطولة، بعد لقبي جاره الاتحاد عامي 2004 و2005. وعاد الأهلي إلى النهائي بعد غياب دام 26 عاما، وبالتالي فإنه متعطش لتتويج العودة بلقب يوصله للمشاركة في كأس العالم للأندية في ديسمبر المقبل. ولن تكون مهمة الأهلي سهلة في ظل قوة المنافس الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره، والذي يمتاز بدوره بقوته، مما يفتح الأبواب على كل الاحتمالات. وامتاز الأهلي بتوازن هجومي مكنه من تسجيل 19 هدفا، ودفاعي أوقف الأهداف التي تلقاها عند 10 أهداف، ويدرك مدربه، التشيكي كارل ياروليم صعوبة المباراة وقوة المنافس، وبالتالي سيلعب بطريقة تتناسب معه، كما أنه سيركز على مراقبة مفاتيح لعب الفريق الكوري، سيما ثنائي الهجوم. يبرز في الأهلي مجموعة من اللاعبين القادرين على إحراز اللقب أبرزهم: تيسير الجاسم، وكامل الموسى، ومعتز الموسى، والشاب مصطفى بصاص، والكولومبي بالومينو، والعماني عماد الحوسني والبرازيلي فيكتور سيموز. في المقابل، تميز أولسان بكفاءاته، سجل الفريق الكوري في مشواره في البطولة حتى الآن 24 هدفا في 11 مباراة، بينما استقبلت شباكه 10 أهداف. ويأمل المدرب الكوري كيم هو جون في استثمار عوامل الأرض والجمهور والطقس البارد والممطر الذي لم يعتده الأهلي كثيرا. ويعتمد أولسان على سرعة الأداء والتمريرات العرضية، والكرات الثانية والانطلاق بالهجمات المرتدة التي يتقنها جيدا، ويبرز في صفوفه: البرازيلي رافينيا رفائيل، وكيم شين ووك، ولي كيون هو، والمدافع لي يونج، والكولومبي خوان استيفن فيليز. ويركز الكوريون على مستواهم اللياقي الجيد، ومن المتوقع أن يلعبوا بأسلوب متوازن في الشقين الدفاعي والهجومي مع تكثيف منطقة الوسط، والاعتماد على الهجمات المرتدة. بدوره، يركز الأهلي على تشكيل مستقر، حيث يلعب بالحارس عبدالله المعيوف في المرمى، والكولمبي خاييرو بالومينو وعقيل بلغيث وكامل المر وحيدر العامر الذي سيحل أحدهما بديلا لمنصور الحربي الموقوف ببطاقة حمراء نالها في لقاء إياب نصف النهائي. كما سيركز في خط الوسط على تيسير الجاسم والأرجنتيني موراليس ومعتز الموسى ووليد باخشوين، وعلى فيكتور سيموز وعماد الحوسني في الهجوم، كما يمتلك عددا من الأوراق الرابحة على مقعد البدلاء أمثال عبدالرحيم جيزاوي ويحيى عنين ومحسن العيسى وبدر الخميس وعيسى المحياني. ويحرص الأهلي على استثمار تحركات ثنائي الهجوم، وتبادل المراكز بين لاعبي الوسط، كما قد يلجأ لخيار التسديد من خارج المنطقة لمباغتة الكوريين، وسيركز مدربه على تنبيه لاعبيه إلى الابتعاد عن الأخطاء القريبة من منطقة الجزاء.