عاد الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى البيت الأبيض، بعد فوزه التاريخي بولاية ثانية من أربع سنوات، داعيا خصومه الجمهوريين إلى العمل معه من أجل تجنب أزمة مالية تلوح في الأفق. ودعا أوباما قادة الكونجرس من كلا الحزبين لبحث الأجندة التشريعية للفترة المتبقية من هذا العام. وأفاد البيت الأبيض في بيانه الليلة قبل الماضية، أن أوباما اتصل هاتفياً بجون بوينر رئيس النواب (الجمهوري من ولاية أوهايو)، وزعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ هاري ريد (ديموقراطي من ولاية نيفادا)، وقائد الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (عن ولاية كنتاكي)، وزعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي(كاليفورنيا)، مؤكدا التزامه بالتوصل إلى حلول من الحزبين لخفض العجز على نحو متوازن، وتخفيض الضرائب لأسر الطبقة المتوسطة والشركات الصغيرة، وتوفير فرص عمل. من جانبه أكد نائب الرئيس الأميركي جون بايدن، حرص البيت الأبيض على المضي قدما للتوصل إلى حل ثنائي وسط للحزبين "الجمهوري والديموقراطي" للمعضلة المالية الأميركية التي ستؤدي إلى زيادة الضرائب، وإجراء تخفيضات كبيرة على الإنفاق في العام القادم. ودعا بايدن الذي كان يتحدث إلى الصحفيين على متن طائرة الرئاسة الثانية أثناء توجهه من ايلينوي إلى ديلاور الحزبين إلى تقديم تنازلات من أجل حل تجاوز الأزمة المالية التي تمر بها البلاد. من جانبه أبدى رئيس مجلس النواب الأميركي جون بوينر، استعداده للسعي من أجل التوصل إلى اتفاق مع الرئيس أوباما، يتضمن زيادة الضرائب وفقا لشروط مناسبة، وذلك لخفض الدين وضبط الأوضاع المالية. وقال بوينر في مؤتمر صحفي: "إن الجمهوريين في مجلس النواب يطلبون من أوباما التصرف جيدا بشأن نهج متوازن، يتضمن تخفيضات في الإنفاق، ويعالج برامج الحكومة بشأن المزايا الاجتماعية". وأشار بوينر إلى أن شروط زيادة الضرائب ستتضمن إصلاحا ضريبيا لجعلها أكثر وضوحا، وأكثر إنصافا، مؤكدا أن حل المعضلة سيستغرق وقتا أطول، وليس بالإمكان حلها بين عشية وضحاها. إلى ذلك أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أنها ستترك مهامها وتسلم حقيبتها الوزارية لخلفها الذي سيختاره الرئيس أوباما بعد تنصيبه رئيسا لولاية ثانية في 20 يناير المقبل. وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند: "لا أعتقد أن مشاريع الوزيرة تغيرت. لقد سمعتموها تعلن مرارا نيتها رؤية عملية تسليم لخلفها والعودة بعدها إلى حياة مدنية، كي تأخذ قسطا من الراحة وتغتنم الفرصة للتفكير والكتابة". ويتم التداول باسمي المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عام 2004 جون كيري والسفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس لخلافة كلينتون.