يعيش ضيوف الرحمن الذين وفقهم الله لأداء فريضة الحج هذا العام أوقاتا جميلة في جنبات البيت العتيق، حيث يقضون أوقاتهم ما بين الطواف وقراءة القرآن والتأمل في مشروع توسعة الحرم المكي، منتظرين العودة إلى أوطانهم مغفورا ذنوبهم بحول الله، فيما يستعد البعض منهم إلى التوجه إلى زيارة المدينةالمنورة. ومن أجمل الصور في رحاب البيت العتيق، أنه في صحن الطواف والأروقة والأسطح وساحات الحرم الشريف تختلف اللغات واللهجات والأجناس والمشارب الثقافية والعادات والسلوك والتقاليد والأشكال وتتوحد القلوب والأكف المرفوعة إلى الخالق والأدعية، فكل ضيوف الرحمن تلهج ألسنتهم بالدعاء متضرعين إلى من لبوا نداءه بأن يتقبل حجهم ويغفر ذنوبهم ويعتق رقابهم من النار ويعيدهم إلى بلدانهم سالمين غانمين مغفورا ذنوبهم. ويقضي الحجاج الذين يتواجدون في رحاب البيت العتيق أوقاتهم ما بين طواف حول الكعبة المشرفة أو قراءة القرآن الكريم في أحد أركان الحرم المكي الشريف، أو الدعاء رافعين أيديهم يدعون مجيب الدعوات ومحقق الرغبات والأمنيات ومفرج الكربات أن يحقق آمالهم وطموحاتهم ويعيدهم إلى الديار المقدسة أعواما أخرى. وينتشر رجال الأمن من قوة أمن الحج والعمرة، وقوة أمن الحرم، وشرطة العاصمة المقدسة في كل المواقع داخل الحرم الشريف وساحاته، ولا تخلو منطقة من تواجد أمني مكثف لمتابعة الحالة الأمنية، وتقديم الخدمات للحجاج في حال الحاجة لها، إضافة إلى إرشاد الحجاج التائهين إلى مواقعهم ومساكنهم حول الحرم الشريف، وإضافة إلى رجال الأمن يتواجد موظفوا الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الذين يتابعون تحركات الحجاج وينظمون المواقع في حال الصلوات الخمس، وينبهون الحجاج إلى بعض الممارسات البدعية، ويجيبون على بعض استفسارات الحجاج عن المسائل الفقهية المشكلة عليهم. ويسعى الحجاج الذين يتواجدون في رحاب البيت إلى استغلال كل ساعة من أوقاتهم؛ لأن هذه المناسبة من الصعب تكرراها في الطواف اليومي حول الكعبة الشريفة أو أداء عمرة عن بعض أقاربهم من خلال الخروج إلى مسجد السيدة عائشة بالعمرة، على طريق مكةالمكرمةالمدينةالمنورة، أو مسجد الجعرانة على طريق مكة-الشرائع، ثم العودة إلى الحرم الشريف، فهم يدركون قيمة هذه الأوقات ويسعون لاستغلال كل دقيقة في أعمال تعبدية؛ لان الظروف قد لا تساعدعم للعودة إلى الديار المقدسة مرة أخرى. من جهة أخرى، أكد وكيل وزارة الحج والمتحدث الرسمي باسمها حاتم قاضي، أنه تم التأكيد على مؤسسات الطوافة ومجموعات الخدمة الميدانية بعدم تفويج الحجاج إلى مطار الملك عبدالعزيز إلا قبل موعد رحلات مغادرتهم بساعات قليلة؛ لعدم التكدس في المطار، وكذا عدم التفويج إلى المدينةالمنورة إلا بعد التأكد من وجود سكن لهم.