مع بداية كل موسم حج، تظهر الأجهزة الأمنية المعنية بضيوف الرحمن، سبلا جديدة تختصر الوقت في إزالة العوائق، وكبح الخطر، ومن بينها جهاز الدفاع المدني، الذي يعد من أهم القطاعات في هذا الشأن بحكم أنها تعنى مباشرة بحمايتهم من الحرائق، وما يعادلها. ففي السابق، كانت طرق هذا الجهاز في الإخماد "تقليدية"، وتأخذ مزيدا من الوقت، وبالذات إذا كان موقع الحدث في المشاعر المقدسة، ما يساهم بأن ينتج عن ذلك خسائر بشرية ومادية، غير أن ذلك سيتلاشى، بعد إعلان الدفاع المدني، ابتكارها 200 دراجة نارية مجهزة بأحدث وسائل الإطفاء، ستتواجد في المشاعر طيلة أيام الحج. بهذه الدراجات، سينتهي الإنقاذ والإخماد في ثوان، بدلا من دقائق، وأيضا الوصول إلى الموقع، وفق ما يقوله عدد من العاملين هناك، إذ ستتنقل هذه الدراجات بشكل يسير، ومن دون أن تصادف أي زحمة مرورية وبشرية. هذه الخطوة نابعة من المسؤولية مثلما يراها كثير من المتابعين، الذين يؤيدون مثل هذه الابتكارات وخصوصا في عالم يتسم ب"السرعة". وفي ظل ذلك يؤكد قائد الدفاع المدني بمشعر منى اللواء سعيد بن علي القرني عن جاهزية 100 فرقة ميدانية متخصصة في أعمال الإنقاذ والإطفاء والإسعاف والإخلاء لتنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ في جميع أرجاء مشعر منى خلال موسم الحج هذا العام. ويوضح أنه تم تقسيم مشعر منى إلى 5 مناطق تمت تغطيتها بالكامل بخدمات الدفاع المدني من خلال الفرق والوحدات الميدانية الثابتة والمتنقلة إضافة إلى مجموعات الإشراف الوقائي التي مسؤوليتها تشغيل شبكات الحريق ومتابعة توفر جميع متطلبات السلامة في مخيمات الحجاج على مدى 24 ساعة بإشراف عدد من ضباط السلامة. وحول أبرز المخاطر المحتملة في مشعر منى وسبل الوقاية منها خلال موسم الحج هذا العام، يقول "إن تدابير الدفاع المدني تشمل كافة المخاطر الافتراضية تبعا لطبيعة كل منطقة في المشاعر. وفي منى تأتي مخاطر الحريق في صدارة المخاطر الافتراضية حيث يتم إجراء الكشف الوقائي على جميع مخيمات الحجاج والمنشآت الحكومية في المشعر والتأكد من توفر كافة متطلبات السلامة بها وكذلك كفاءة أنظمة الإنذار والإطفاء وإلزام الجهات المسؤولة عن هذه المواقع بتفادي أي ملاحظات في هذا الشأن". ويضيف "هناك أيضا مخاطر الأمطار والسيول التي يتم الاستعداد لمواجهتها قبل موسم الحج بوقت كاف بالتنسيق مع الرئاسة العامة بالأرصاد وحماية البيئة ورصد المواقع الأكثر عرضة لمخاطر الأمطار ووضع الخطط اللازمة لتأمين سلامة الحجاج وتجهيز الفرق الميدانية المتخصصة في أعمال الإنقاذ المائي بالقوارب والمعدات الفنية كما تضم قائمة المخاطر الافتراضية ارتفاع نسبة تلوث الهواء في أنفاق المشاعر المخصصة للسيارات والمشاة وتتضمن الإجراءات الوقائية نشر عدد من الفرق المتخصصة في أعمال المسح الوقائي لرصد أي زيادة من الملوثات الهوائية تؤثر على سلامة الحجاج مستخدمي شبكة الأنفاق وتمرير ذلك إلى عمليات الدفاع المدني للتنسيق مع الجهات المعنية بتنظيم وتفويج المشاة والسيارات عبر هذه الأنفاق واستخدام تقنيات حديثة لتنقية الهواء بها". وعن إجراءات الدفاع المدني الخاصة بمشروع قطار المشاعر يشدد على أنه استمرارا لإجراءات الدفاع المدني التي صاحبت تشغيل مشروع قطار المشاعر، تم استحداث وحدات ميدانية تتمركز بمحطات القطار الثلاث بمشعر منى تعمل بها قوة مدربة للتعامل مع حوادث القطارات. وهذا العام تم تخصيص وحدة لكل محطة ودعمها بالقوة البشرية اللازمة والمجهزة بكافة الآليات والمعدات الفنية لأداء مهامها. وفي سياق آخر تمكنت وحدات التدخل في حوادث تسرب المواد الكيميائية والإشعاعية والمشاركة ضمن قوات الدفاع المدني في حج هذا العام من السيطرة على انتشار افتراضي لغاز الأمونيا بمنشأة الجمرات وتطهير موقع التسرب وإخلاء الحجاج المصابين جراء استنشاق الغاز إلى نقاط الفرز الطبي. ونجحت قوات الدفاع المدني خلال الفرضية التدريبية للتعامل مع حوادث المواد الخطرة التي تم تنفيذها أمس الأحد بمنشأة الجمرات بإشراف قيادة الدفاع المدني في مشعر منى، في رصد وتحديد نوع الغاز الملوث عن طريق رصد وتحليل المواد الكيميائية ومعرفة مصدر التلوث وإبلاغ عمليات الدفاع المدني التي وجهت وحدات التطهير لموقع الحادث لتقديم الإسعافات العاجلة للمصابين ونقل الحالات الحرجة إلى المراكز الطبية المتخصصة.