ما أجمل أن يقترن الجمال والإبداع بإيصال المعلومة وإنارة الفكر، ليرتقي الفن بصاحبه، .. هذا ما صورته المبتعثة في نيوزيلاندا سلمى آل سيف، التي أقامت معرضاً في مدينة أوكلاند استعرضت فيه خطوطا للعين البشرية مخطوط بداخلها آيات من القرآن الكريم. وعن تجربتها تقول سلمى ل"الوطن" "قدمت هذا المعرض من خلال مشروع للتصوير، بلغ عدد المتقدمين له 35 شخصا من ثمان دول هي السعودية، والإمارات، وأفغانستان، ونيوزيلاندا، وروسيا، وماليزيا، والكونغو، وألمانيا، التقطت صورا لأحداق عيونهم وركبت عليها آيات من القرآن الكريم. وأشارت إلى أن عددا من المبتعثين ساهموا في تنظيم المعرض وهم محمد القطري، وبتول آل سيف، ومحمد السويلم، وليلى فادن، والمصور الفوتوغرافي لينسل كيت، ويوسف الدوسري، وريم أبو عسكر، وهدى النعيمي، ومحمد الوافي، ورئيس النادي السعودي في ويلنغتون عبد العزيز الحسيني، ولمعة وزهراء آل سيف، ووسام الجشي، إضافة إلى رئيس جمعية إلي يو تي بأوكلاند. وأضافت أنها قدمت من خلال المعرض الذي كان عنوانه "ضوء من الشرق الأوسط" عشرين صورة للعين البشرية بداخلها آيات مخطوط من القرآن الكريم. وعن دوافع مشاركتها في هذا المعرض قالت "من خلال المعرض حاولت الاقتداء بما أمر به الله ورسوله وهو الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وحاولت توظيف فن التصوير لنشر تعاليم الإسلام، وتبيان أنه دين الأخلاق والفضيلة". وتشير سلمى إلى صعوبة العيش بعيداً عن الوطن لفترة من الزمن، وتقول "كثير من شبابنا وشاباتنا يسعون لتصحيح المفهوم الأجنبي بالتعريف الصحيح بالإسلام"، مشيرة إلى أن وجودها في نيوزيلاندا مدة من الزمن أتاح لها التعرف على الكثير من الثقافات الأجنبية. وتضيف "كوني طالبة مبتعثة يحتم علي أن أعمل على التوعية بديني، فالوسط الآخر لا يعرف الكثير عن الدين الإسلامي. ولست وحدي في هذا المسار، فكثير من زملائي يحرصون على ذلك، وفي عام 2012 كان هناك الكثير من المبادرات من قبل المبتعثين للتعريف بالدين الإسلامي بروح مميزة وأفكار مبدعة". وقالت سلمى إن "ما يقارب 70٪ من الشعب النيوزيلندي ينتمي للدين المسيحي الكاثوليكي بدون أن تكون لهم أي خلفية عن الإنجيل أو ماهية الكنيسة، وماذا يوجد فيها، وذلك بحسب ما توصلت إليه بحوث اطلعت عليها، ومنهم من يقول أنه ولد مسيحياً، أو يقول "والدتي مسيحية ولا أريد أن أكون مختلفاً عنها"، في حين يرى 30٪ ممن شملتهم البحوث أنهم لا يتمتعون بالحرية الدينية الكاملة" وتوضح آل السيف، أن ذلك دعاها لابتكار فكرة المعرض، والذي يهدف إلى التعريف بالقرآن الكريم، ونبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وتصحيح النظرة الخاطئة للإسلام، مشيرة إلى أن المعرض استغرق خمسة أشهر لإنجازه. وأشارت إلى أن المعرض انتقل إلى أوكلاند ليغطى أكبر عدد من الجاليات الأجنبية والإسلامية، وتلقى دعماً من الملحق الثقافي الدكتور سطام العتيبي، والدكتور علي السحيباني، الذي دعا لإعادة المعرض في اليوم الوطني خلال العام المقبل بمجموعة جديدة تحت مسمى "الإعجاز القرآني"، مشيرة إلى أن والدها ووالدتها كانا يتواصلان معها بوسائل الاتصال، وقدما لها الدعم والتشجيع. وعن أفكار اللوحات قالت "مثلت مواضيع اللوحات دور الدين الإسلامي في تقدير المرأة، والمكافأة بعد العمل الصالح، واحترام الوالدين، والإنصاف بين الرجل والمرأة، ومعاملة اليتيم معاملة حسنة، والحكم بالعدل، وتأدية الأمانات، وعدم السخرية من الآخرين، والأخوة والإصلاح بين المسلمين، والصدقة، وكيف حث القرآن على التعارف بين الشعوب، واحترام آراء الآخرين، وتقبل ألوانهم وأجناسهم، والتحلي بالصبر، والتوكل على الله، والدخول في السلم من أخلاقيات المسلم، وعدم البخل، وعدم المفاخرة".