احتشد عشرات الآلاف في بلدة سربرنيتشا في البوسنة أمس لإحياء الذكرى ال15 للمذبحة التي استولت فيها القوات الصربية على البلدة، وبدأت في قتل الرجال والصبية المسلمين. ويتمثل الجزء الرئيسي في مراسم إحياء ذكرى المذبحة في دفن رفات 775 شخصا، 774 مسلما وكرواتي عند مركز بوتوكاري التذكاري، وبذلك يبلغ عدد الضحايا الذين جرى دفنهم أكثر من 4500 شخص من بين نحو 8000 قتيل. وقال المنظمون: إن نحو 40 ألف شخص قد وصلوا إلى البلدة من بينهم الكثير من السياسيين البارزين من المنطقة وخارجها. وقد حضر رئيس وزراء بلجيكا إيف ليتريم الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي مراسم الاحتفال بالإضافة لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية الفرنسي بيرنارد كوشنير. كما أن الرئيس الصربي بوريس تاديتش من بين الزائرين على الرغم من اعتراضات من جانب منظمة خاصة بأقارب الضحايا. وقال تاديتش: إنه أراد أن يكون في سربرنيتشا لتعزيز المصالحة. وقامت القوات الصربية في نهاية الحرب البوسنية 1992 1995 بإبعاد 850 جنديا هولنديا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة كانوا يحمون سربرنيتشا التي كانت تعد رسميا ملاذا أمنا للمسلمين واستولوا على البلدة. واستولى القائد الصربي الجنرال راتكو ملاديتش على البلدة التي كانت تضم أغلبية مسلمة حين ذاك، ولكنها محاطة بمنطقة صربية وأعلن أنها سوف تعاد لمواطنيها. وقام جنوده بقتل نحو 8000 رجل وصبي على مدار عشرة أيام وطردوا النساء والأطفال وكبار السن إلى أراض بها مسلمون. واتهمت محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة ملاديتش بارتكاب مذبحة جماعية، ولكنه مازال هاربا، ويعتقد أنه مختبئ في صربيا. وقد جرى اعتقال قائد صرب البوسنة وقت ارتكاب المذبحة رادوفان كرادجيتش منذ عامين في بلغاريا، وتجري محاكمته الآن بتهمة ارتكاب مذبحة جماعية. وحمل المتظاهرون المسلمون لافتات تقول: "صربيا إبادة جماعية في سربرنيتشا" قبل بدء مراسم الاحتفال. وذكرت وكالة سرنا التابعة لصرب البوسنة للأنباء أنه جرى احتجاز أحد المتظاهرين.