أكدت ليبيا اليوم أمام المحكمة الجنائية الدولية أنها تملك ما يكفي من الأدلة لمحاكمة سيف الإسلام القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية معترضة على اختصاص هذه المحكمة في محاكمة نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي. وقال فيليب ساندز محامي ليبيا خلال جلسة استماع أمام المحكمة الجنائية الدولية تهدف لاتخاذ قرار حول الجهة المخولة محاكمة سيف الإسلام ان "التحقيق في ليبيا مع سيف الإسلام أعطى نتائج هامة". وأضاف "هناك عدد كبير من الأدلة التي ستشكل نص اتهام مماثل لذلك الذي قدمه مدعي المحكمة الجنائية الدولية". وأكد أن السلطات الليبية بإمكانها إثبات أن سيف الإسلام أمر بإطلاق الرصاص الحي على متظاهرين خلال الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى سقوط نظام القذافي في 2011. وقال ساندز أن أدلة طرابلس ضد سيف الإسلام القذافي تشمل كيف أمر القوات الأمنية الليبية، خلال بث تلفزيوني، باستخدام العنف بعيد بدء الانتفاضة في منتصف فبراير السنة الماضية، ونظم تجنيد مرتزقة من باكستان بهدف التصدي للثوار. وتتنازع المحكمة الجنائية الدولية وليبيا على حق محاكمة سيف الإسلام (40 عاما) وعبد الله السنوسي (63 عاما) رئيس الاستخبارات السابق في عهد القذافي اللذين تشتبه المحكمة بأنهما ارتكبا جرائم ضد الإنسانية. ويستمع القضاة اليوم وغداً إلى مرافعات ليبيا وممثلي المحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ قرار حول مكان المحاكمة. من جهة أخرى، أبدى مكتب المدعي إيجابية حيال جهود السلطات الليبية، ودعا إلى منح طرابلس المزيد من الوقت لإطلاق ملاحقات قضائية بحق سيف الإسلام. وقالت سارة كريسيتيلي مندوبة مكتب المدعي "من الواضح أنها دولة تنوي ملاحقة المجرمين من مواطنيها، نحن مقتنعون بذلك" معتبرة أن "القضية المطروحة تبدو أنها تسير على الطريق الصحيح". وكانت السلطات الليبية أعلنت في أغسطس أن سيف الإسلام سيحاكم اعتبارا من سبتمبر في الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس) حيث هو معتقل منذ توقيفه في نوفمبر 2011 لكن مكتب النائب العام الليبي أعلن في 10 سبتمبر إرجاء المحاكمة إلى أجل غير مسمى. من جهته قال مندوب ليبيا في المحكمة الجنائية الدولية أحمد الجهاني أن "الحكومة الليبية تتعهد بإجراء محاكمة عادلة ونزيهة لمسؤولي النظام السابق". وأضاف الجهاني متحدثا باسم بلاده "سننشئ نظاما قضائيا عادلا وذلك سيثبت التزامنا حيال سلطة القانون". وتابع "إنها عملية معقدة وليبيا بحاجة للمزيد من الوقت" لبدء محاكمة سيف الإسلام القذافي وعبد الله السنوسي وهي محاكمات يمكن أن تسهم في المصالحة في هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا.