بفضل خبرتها الواسعة في مجال النفط والغاز، تتمتع السعودية بموقع فريد يسمح لها بتطوير الطاقة الحرارية الأرضية. لكن ما الذي يتطلبه الأمر لتحويل الإمكانات إلى واقع؟ للإجابة عن هذا السؤال أكدت دراسة، صادرة عام 2024 عن مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، أن الخصائص الجيولوجية تشير إلى إمكانات موارد الطاقة الحرارية الأرضية في المنطقة الغربية من المملكة. ويضم حقل «الحرات» البركاني أكثر من 2500 بركان خامد والعديد من الينابيع الساخنة، التي تصل درجات الحرارة بها إلى 80 درجة مئوية. وتشير الدراسات المبكرة في المنطقة إلى وجود تدرجات حرارة تتراوح بين المنخفضة والمتوسطة، مع ارتفاع استثنائي في تدرج درجات الحرارة في منطقة جازان إلى الجنوب. كما أجريت بعض الاستكشافات المبكرة بالقرب من حرة راحات، التي أشارت إلى وجود «مناطق مثالية» محتملة للطاقة الحرارية الأرضية. مع ذلك، لم يتم إجراء تحليلات كافية للتوصل إلى تقديرات دقيقة لموارد الطاقة الحرارية الأرضية واحتياطياتها. وبعيدًا عن إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية في تكملة شبكة الكهرباء في المملكة، فإنها يمكن أن تسهم أيضًا بشكل كبير في تلبية احتياجات التبريد. وتُظهِر الدراسات أن التبريد يستهلك 101 تيراوات/ساعة من الكهرباء في المساكن و70 تيراوات/ساعة بالمؤسسات التجارية، وهو ما يمثل 50% من إجمالي استهلاك الكهرباء السنوي، ويمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى 70% خلال فترات ذروة الطلب على التبريد. وبفضل تاريخها الغني في مجال استكشاف واستخراج النفط والغاز، تتمتع المملكة بمكانة فريدة تتيح لها الاستفادة من المهارات والتقنيات الحالية لتطوير الطاقة الحرارية الأرضية. وقد تم بالفعل نشر العديد من التقنيات الأساسية في مجال الطاقة الحرارية الأرضية، مثل الحفر الاتجاهي وتحفيز الآبار في قطاع النفط والغاز بالسعودية. وخلال حفل افتتاح المؤتمر الدولي لتكنولوجيا البترول، ذكر وزير الطاقة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن شركة أرامكو السعودية ستكون عاملا رئيسيا في تطوير الطاقة الحرارية الأرضية بالمعدل السريع اللازم لتحقيق أهداف تنويع الطاقة والمناخ. ونظرا لتاريخها الطويل في استكشاف النفط والغاز الطبيعي، فإن أرامكو السعودية لديها معرفة بالجيولوجيا في المملكة أكثر من أي كيان آخر في مجال الطاقة الحرارية الأرضية.