حذر أكاديمي متخصص بالبيئة من الأضرار الناجمة من عمل شركة متخصصة بالمعادن جنوب حائل، المتاخمة لمنجم "المغنيزايت" ومنها قرى ضريغط وضرغط والشقة وتقع جنوب غرب منطقة حائل 180 كيلو مترا، من ضرر بيئي منها تغيير طبيعة منطقة التعدين بواسطة إزالة التربة السطحية وتدهور التربة والأرض لعمليات الحفر وشق القنوات والأخاديد، تلوث الهواء سواء بالعوالق القابلة للاستنشاق أو غازات مثل أكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون وتلوث المياه الجوفية ونقصها والإزعاج والاهتزازات الناتجة عن استخدام المعدات الثقيلة في التكسير والحفر وأحيانا التفجير وتدهور وتدمير الغطاء النباتي والحياة الفطرية. وأكد ل"الوطن" عبدالله بن سليمان الفراج المتخصص في مجال المعادن الثقيلة وأضرارها، أن المعادن من الموارد الطبيعية التي جاءت عبر تكوينات الأرضية ويعد التعدين أحد الروافد الأساسية لاقتصاد البلد، والمخالفات واردة في ظل عدم تطبيق الأنظمة. وربط الدكتور الفراج بين منجمي ضرغط ومهد الذهب كون الشركة صاحبة الامتياز واحده، وذكر الفراج أن ما يشكو منه أهل مهد الذهب انتشار وتكرار حدوث الربو، وزيادة حالات مرض السرطان، والفشل الكلوي، وهي آثار ليست بسيطة بل خطيرة على الصحة وحياة الناس واقتصاد البلد لما تسببه هذه الأمراض من تكلفة اقتصادية عند علاجها، وما تخسره العائلة عند مرض عائلها وفقده لوظيفته أو ضعف إنتاجيته. وأشار الدكتور عبدالله إلى أن إحصائيات الفشل الكلوي، حسب التقرير السنوي لمركز زراعة الأعضاء السعودي حتى عام 1430، فإن المتوسط في السعودية يبلغ 475 إصابة لكل مليون. أي أن الزيادة في نسبة الإصابة بالفشل الكلوي في مدينة مهد الذهب بلغت 118% مقارنة بالمتوسط العام في السعودية. هذه الزيادة الكبيرة في نسبة الفشل الكلوي مع ما أثبتته الدراسات التي أكدت تلوث مهد الذهب بالعناصر الثقيلة ومنها عنصر الكادميوم الذي يعد من أسباب الفشل الكلوي. وطالب الدكتور عبدالله الفراج بإقامة مرادم النفايات بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان وإدارة عمليات التعدين ومرادم النفايات ومعالجتها بطريقة تتوافق مع النظام البيئي السعودي لضمان أن تتلوث البيئة، ووجود رصد الغازات المنبعثة سواء مع عمليات التعدين أو معالجة النفايات أو المرادم وخاصة ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون، بل والغازات المتطايرة من عنصر الزئبق مثلا واليورانيوم في مراحل التعدين التي تتطلب حرارة مرتفعة ودقائق الغبار الناتج عن الطحن الدقيق للصخور أثناء عمليات التعدين وخاصة الأقل من 2.5 ميكرون تركيز المواد السامة مثل العناصر الثقيلة والمركبات مثل السيانيد سواء في المياه التالفة الناتجة من عمليات التعدين أو المواد الصلبة التي تجمع في مرادم خاصة. من جهته أوضح نائب رئيس المجلس البلدي بإنبوان عبدالرحمن الرشيدي أن المجلس لم يستقبل شكوى من أهالي القرى، وفي حال ورود شكوى من المواطنين، سنقوم باتخاذ الإجراءات المعمول بها منها إشعار بعض الجهات المسؤولة ومنها هيئة الأرصاد وحماية البيئة بضرورة إلزام الشركة بتطبيق الاشتراطات والمعايير البيئية، لعدم تضرر الأهالي من الغبار الناتج من المنجم.