الطارئون على الأرض، كما إسرائيل المحتلة للأراضي الفلسطينية، لا يُمكن أن يشعروا بقداسة الوطن، وقيمته لدى الشعوب التي ترتبط به بدمائها وتاريخها وشرعيتها الدولية، لذلك نجد بنيامين نتنياهو يتجرأ على التصريح بتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، ويسهل عليه قول هذا لأنه يحارب لقضية غير عادلة، متجاوزا فيها التعامل الإنساني، والمسؤولية الأخلاقية -فضلا عن العدالة- بكل جرائمه المستمرة في فلسطين عامة وفي قطاع غزة بشكل خاص، التي راح ضحيتها ما يزيد عن 160 ألفا بين قتلى وجرحى، معظمهم من النساء والأطفال. إن مثل هذه التصريحات مع تاريخ نتنياهو العريق في جرائم الحرب هو تأكيد على ممارسة الحكومة الإسرائيلية لجرائم التطهير العرقي مع سبق إصرار وترصد، وهي بموجب القوانين الدولية جرائم ضد الإنسانية، استخدم فيها العنف من قتل وتعذيب وتدمير للممتلكات وتهجير قسري، ويستخدم التهديد والتصريحات التي يحاول فيها عبثا نسف الجهود الدولية من المنصفين تجاه القضية الفلسطينية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والدول العربية الشقيقة التي ارتبطت بها هذه القضية وجدانيا، وتوالت الجهود للوقوف معها بكل الطرق. مواقف المملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية لم تكن يومًا طارئة كما هو الشعب الفلسطيني الذي لم يكن يومًا طارئًا على أرضه وحقه بالعيش الآمن فيها، إذ إن مواقفها تبرز الدعم والمناصرة للقضية الفلسطينية بسلسلة من المواقف التاريخية، والجهود المستمرة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، وصولا للملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله. لقد استخدمت المملكة العربية السعودية -وما زالت- الوسائل الممكنة كافة، لدعم القضية الفلسطينية. تتجسد في صور مختلفة بدءًا من الدعم السياسي من مواقف دبلوماسية وسياسية راسخة للدفاع عن الحق التاريخي والإنساني للشعب الفلسطيني في أرضه في كافة المحافل الدولية، ومطالبتها للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه عدالة القضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما أن المملكة العربية السعودية لم تتوان يومًا عن قيادة زمام مبادرات سلمية لتحقيق السلام العادل للشعب الفلسطيني وأصالة قضيته، وأكدت في أكثر من موقف أن لا سلام مع إسرائيل دون دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين لوطنهم المحتل، ومناهضة الاستيطان غير الشرعي والتهجير القسري للشعب. ويبرز الدعم السعودي للقضية الفلسطينية، التي لا يساوم فيها أبدًا، على هيئة دعم مادي سخي مستمر على مر السنين لمساندة الشعب الفلسطيني على الصمود في أرضه إيمانًا منها بعدالة قضيتهم وحقهم في العيش الآمن عليه، مهما دمره جنود الاحتلال بعد كل عمليات دعم وإعمار، وتمتد يدها المعطاءة لمساندة المؤسسات الفلسطينية لبناء دولتهم والاستقرار بها. امتد الدور السعودي المناصر للقضية الفلسطينية والمؤمن بعدالتها ليظهر بوضوح في مواقفها الإعلامية التي تسلط فيه دومًا على معاناة الشعب الفلسطيني، وكشف الحقائق بما يظهر من أدلة لا تخفى على الانتهاكات الإسرائيلية المريعة لكل قواعد الإنسانية والأخلاق، وما تمارسه من تسلط وعنجهية تجاه شعب أعزل لا يريد غير الأمن والسلام، وتؤكد المملكة العربية السعودية دائمًا عبر بياناتها الرسمية، وجهاتها الإعلامية على مواقفها الثابتة تجاه الشعب الفلسطيني، وعدم توانيها في الرد على أي محاولة للمساس بحق هذا الشعب، أو أي مغالطات تجاه تلك المواقف التي تلتزم بها كواجب ديني وإنساني وقضية منصفة لا يشكك فيها من لديه ضمير حي، وتدعو دائمًا المجتمع الدولي، والعالمين العربي والإسلامي، الذين يقدرون دائمًا هذه الجهود ويشيدون بها، تدعوهم للوقوف مع الشعب الفلسطيني ومناصرة قضيته، وتفعيل كل الأدوار والسبل التي تفضي للحلول السلمية العادلة. السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، ثابتة على موقفها المناصر والداعم للقضية الفلسطينية، ولن تقبل المساس والتشكيك بمواقفها المعلنة والمستمرة منذ تأسيسها مع هذه القضية، ولا المساومة على حق الفلسطينيين في أرضهم وانتمائهم القانوني والتاريخي لها. وتقدر جميع الجهود الدولية والإسلامية والعربية المنصفة لهذه المواقف الراسخة والتي تقف في صف العدالة الإنسانية.