في إطار مناورة "سيبر يورو 2012" التدريبية بهدف الاستعداد لحرب المعلومات الإلكترونية جرى أمس التعامل مع المئات من الهجمات الإلكترونية الوهمية التي استهدفت عددا من المواقع الحكومية والاستخبارية والبنوك الأوروبية وشركات الاتصال الكبرى وشركات الإنترنت. وقالت المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي:" في حال كانت هذه الهجمات حقيقية فإنها يمكن أن تسبب اضطرابا هائلا لملايين المواطنيين وأن تربك الأعمال التجارية عبر أوروبا، وأن تتسبب بخسارة اقتصاد الاتحاد الأوروبي الملايين من اليوروهات". وأضافت نيلي كروس مفوضة الاتحاد الأوروبي للتكنولوجيات الرقمية :"هذا التدريب يتعلق بالعمل معا على المستوى الأوروبي للإبقاء على تشغيل الإنترنت والبنى الأساسية الضرورية الأخرى". وقالت المفوضية إن الظاهرة في ازدياد عبر العالم، حيث ارتفعت الهجمات الشبكية بنسبة 36 بالمئة العام الماضي. واشتمل التدريب على استخدام أكثر من 30 ألف رسالة إلكترونية في إطار محاكاة غياب الخدمة - وهو هجوم يعنى به إرباك أنظمة الإنترنت عبر سيل من البيانات. وقالت المفوضية إن 400 خبير منخرطون في التعامل مع أكثر من 1200 حادث إلكتروني منفصل بمشاركة البنوك وشركات الإنترنت في التدريب للمرة الأولى. ونجح متسللون في تعطيل الموقع الإلكتروني لبنك السويد المركزي الأربعاء الماضي كما استهدفوا موقعين رسميين آخرين بعدما أفادت أنباء أن مجموعة (أنونيموس) المتخصصة في اختراق مواقع الإنترنت هددت بشن هجوم إلكتروني دعما لمواقع مشاركة الملفات على الإنترنت. وتعرضت عدة مواقع على الإنترنت في السويد لهجمات هذا الأسبوع وتعطلت. وكانت الوسيلة الرئيسية المستخدمة هي هجمات حجب الخدمة الموزعة، حيث تتعرض أجهزة الكمبيوتر المضيفة للموقع لوابل من طلبات الحصول على معلومات مما يؤدي إلى تعطلها. وقال فريدريك أندرسون المتحدث باسم البنك المركزي إن موقع البنك استهدف في هجوم من هذا القبيل. وأضاف "يعمل خبراء تكنولوجيا المعلومات لدينا على حل المشكلة. كان الهجوم على الموقع الخارجي للبنك ولم تتأثر أي من وظائف البنك الأخرى." وكان موقع البرلمان قد توقف عن العمل أيضا وحل محله إشعار يقول إنه يعاني مشاكل في التشغيل. وكان الموقع الإلكتروني للحكومة يعمل معظم الوقت وتوقف في بعض الأحيان فقط. وقالت صحيفة اكسبريسن إن مجموعة (أنونيموس) المتخصصة في اختراق مواقع الإنترنت سبق أن أصدرت تهديدا على مجموعة للدردشة على شبكة الإنترنت لتعطيل موقع البنك المركزي. وعلى مجموعة دردشة (4chan) قدم المستخدمون رابطا لصورة تحث الناس على مهاجمة الموقع الإلكتروني للبنك المركزي بعد أن داهمت السلطات شركة تقدم خدمة الإنترنت كجزء من حملة لإغلاق مواقع مشاركة الملفات. والسويد هي الموطن الأصلي لموقع (بايريت باي) أكبر موقع لمشاركة الملفات في العالم. وأدين السويديون الأربعة المؤسسون لموقع (بايريت باي) بمشاركة الملفات بصورة غير قانونية لكن الموقع استمر في العمل. والمنظمة الآن مسجلة في سيشل. واستهدفت مجموعة (أنونيموس) في الماضي أيضا مواقع رسمية لدول مثل بريطانيا والسويد لإظهار الدعم لمؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج.