السعودية.. والفوز المستحق

هكذا تكللت الخطى المدروسة ببلوغ غاياتها، وتم تتويج المملكة العربية السعودية لتكون صاحبة الاستضافة وتنظيم كأس العالم 2034.
خبر تابعه كل العالم، وصدح به الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» رسمياً على لسان رئيسه السويسري جياني إنفانتينو، الذي أعلن أن الموافقة على تنظيم السعودية للمونديال جاءت بإجماع الأصوات. لنصبح أمام ذروة جديدة من القمم التي ترتادها المملكة، وتستمر في ارتقائها الذي لا يعرف حدوداً للطموح في كل المجالات.
هذه الموافقة التاريخية لم تأت وحدها كشهادة من العالم على كفاءة المملكة وجدارتها بهذا الشرف العالمي المشهود، بل تم تسجيل السعودية كأول دولة في العالم يحظى ملفها بأكبر عدد من التأييد في تاريخ المسابقة؛ إذ دعمها أكثر من 125 اتحاداً كروياً من مختلف أنحاء العالم كرقم غير مسبوق في تاريخ المسابقة.
فوزٌ يترجم تاريخاً من الإنجازات السعودية المتواصلة في المجالات كافة، ويتوج عملاً كبيراً وجهداً حثيثاً، توالت خطواته، إلى أن تم في التاسع والعشرين من يوليو الماضي، تقديم المملكة رسمياً لملف الترشح لتنظيم بطولة كأس العالم 2034، من خلال وفد رسمي إلى باريس برئاسة وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل بن عبدالعزيز، ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل، إضافة لطفلين من مراكز التدريب الإقليمية للاتحاد السعودي لكرة القدم، واللذين يمثلان تجسيداً للدور الذي تلعبه فئة الشباب في بلادنا العزيزة.
هذا الفوز يعني أن العالم يقرأ ما تحققه بلادنا من تقدم وازدهار، وما تتمتع به من بنى تحتية لا مثيل لها، ومن قدرة على تنفيذ خططها ورؤاها، وسيكون المونديال فرصة متجددة ليقترب العالم من بلادنا، ويتعرف على حضارتها الجامعة بين الأصالة والانفتاح، والتقدم والتمسك بالقيم والموروث العريق العميق.
فوز يشمخ كعلامة إضافية كبرى لما تحصده المملكة من ثمار الاهتمام والتمكين من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، والدعم غير المحدود الذي يجده القطاع الرياضي من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، كما يأتي انعكاساً للسعي السعودي الجاد لتحقيق المستهدفات الرياضية لرؤية المملكة 2030.
هنيئاً لقيادتنا الكريمة، ولشعبنا السعودي بهذا الإنجاز الكبير، ومزيداً من الخطى الواثقة في دروب المجد، السائرة دوماً نحو العلياء، بإذن الله.