في ظل التحديات اليوم تبرز الإنجازات البيئية التي تترجم الجهود المبذولة والدعم اللامتناهي من القيادة - حفظها الله - حيث تولي المملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا بالمحافظة على البيئة وتنميتها، وضمان استدامة مواردها. وبفضل الله، أعلن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) إدراج محمية الوعول، التابعة للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، في القائمة الخضراء التابعة للاتحاد، لتصبح أول محمية في المملكة تستوفي جميع المعايير والمؤشرات المطلوبة، وتنضم للقائمة التي تضم 77 محمية فقط في العالم تم اختيارها من أكثر من 300 ألف محمية، ما يعد اعترافًا دوليًا بأن المحمية تدار وفق أفضل الممارسات والمؤشرات العالمية لإدارة وحماية المناطق المحمية. إعلان تسجيل محمية الوعول في القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة يؤكد التزام المركز بالحفاظ على النظم البيئية، والسعي إلى تحقيق هدف 2030 لحماية 30 % من مساحة المملكة، برا وبحرا، بحلول 2030. كما أن المركز يعمل مع الشركاء في قطاع الحياة الفطرية على تسجيل جميع المحميات الوطنية في هذه القائمة المهمة، سعيًا لتحقيق أحد أهداف رؤية المملكة 2030 بتسجيل المواقع ذات المزايا البيئية والثقافية في القوائم العالمية. يهدف برنامج القائمة الخضراء - الذي يعد مبادرة عالمية أطلقها الاتحاد الدولي لصون الطبيعة – إلى تحديد وتكريم المناطق المحمية التي تتمتع بإدارة فعالة وعادلة، للحفاظ على الطبيعة وضمان تقديم المنفعة لأصحاب العلاقة. ويعد تسجيل هذه المحمية إنجازا بيئيا مميزا ليس بحجمه فقط، بل أيضا بتأثيره الإيجابي في البيئة. كما يعكس نجاح المحمية في تحقيق المحاور الرئيسة والمعايير والمؤشرات التي تتضمن وجود حوكمة واضحة وفعّالة، تحقق الشفافية وتعزز المسؤولية، مع وجود منهجية للتخطيط والإدارة تستند إلى أفضل المعارف والخبرات العلمية والمحلية. تسجيل محمية الوعول في القائمة الخضراء التابعة للاتحاد هو تتويج لجهود المركز من العمل الجاد والمستدام الذي يعكس مواءمة أعمال المركز المعايير العالمية في أعمال الحماية والمحافظة، والالتزام بالممارسات البيئية الدولية. وهذا الحدث استثنائي، ويبرز ريادة المركز في المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة، ويعكس اهتمامه والتزامه بمواصلة العمل على حماية الطبيعة، وضمان مستقبل مستدام. هذه الرحلة نحو الإنجاز بدأت بتخطيط دقيق ومتابعة مستمرة وجهود حثيثة والتزام عميق من أجل الحصول على هذا الاعتراف العالمي، فهذا الإنجاز فصل من مسيرة المركز نحو الاستدامة البيئية، وفتح آفاقا جديدة، وأشعل فتيل الشغف لتحقيق إنجازات أكثر وتجاوز تحديات أكبر، وبلا شك هو بداية لطريق استكمال قصص النجاحات المستقبلية. النجاح الذي حققه المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية ليس صدفة، بل نتيجة جهد مستمر، وتفانٍ في تطوير الجوانب كافة، وثمرة لتضافر الجهود والعمل بروح الفريق، وإيمانا بأن الاستدامة تتطلب مرونة وتكيفا مع الظروف، والاستعداد لمواجهة التحديات بخطط تصدٍ وحماية، تترك أثرا إيجابيا مستداما في البيئة.