من منظور اقتصادي استثماري سياحي ( عسير تتجه للعالمية ) فلم يعد الحلم هاجساً، ولم يعد الهاجس مقلقاً، ولم يعد للقلق مكان في ظل ما نراه من حراك تنموي سياحي متسارع. فالمتابع للمشهد السياحي الإعلامي عن قرب، لا يفوته أبداً ما يراه من اختزال المسافات مع مراعاة الحرفية في الانتقال المرحلي. فالخطة تستهدف النمو الأفقي والتوسع به ،دون الإخلال بالتوازن الذي يتطلب المنطقية، ومراعاة الواقع الميداني ومتطلباته واحتياجاته، واستيعابه لتطلعات المرحلة القادمة. وما تسعى له الحكومة جاهدة في عمل منظومة متكاملة متصلة بشكل مباشر وغير مباشر وفق نسيج محكم وشبكة من الاتصالات، تسهم في تحقيق الأهداف العليا لاستراتيجية ورؤية وطنية عظيمة. رؤية جعلت المواطن السعودي وتنميته أولوية. رؤية بحثت السبل ودرست الواقع وتقصت الحقائق، وعالجت المعوقات وتصدت للتحديات التي تواجهها في كل منطقة حسب المقومات والممكنات والتحديات. رؤية تتضح تجلياتها كل يوم، من خلال المنجزات التي نراها بأرقام وإحصائيات. رؤية تبحث بشكل دوري وبكل شفافية معوقات كل وزارة وتحدياتها و كيفية معالجتها، بل ويخضع كل مسؤول فيها للاستجواب عما حققه وما أنجزه. ولعلنا نعود قليلاً إلى منطقة عسير الحبيبة وما يحدث فيها، فالمشهد الإعلامي يرصد كل يوم حدثا مهما، ولو رصدنا فقط صيف هذا العام 2024 تحت شعار (عسير تهول) ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر إبتداء من: * إطلاق هوية عسير السياحية تحت شعار (عسير تهول) * المؤتمر الصُحفي لوزير السياحة أحمد الخطيب لمنطقة عسير والذي تضمن لقاء وزير الأعلام سلمان الدوسري بإعلاميي منطقة عسير. * احتضان منطقة عسير لكأس الدرعية للسوبر السعودي. * تدشين كلية السياحة والضيافة لتحقيق المواءمة بين استراتيجيتي عسير والسياحة، ضمن استراتيجية جامعة الملك خالد. * الفعاليات والنشاطات المستمرة والمستدامة خلال فصلي الصيف والشتاء. * التوسع الكبير الذي تشهده المنطقة في جميع أقاليمها الجغرافية المتنوعة، بهدف الوصول لمزيد من الخيارات في الوجهات السياحية. * ربط جميع الأجهزة من الحكومية والخاصة والقطاع الثالث في منظومة متكاملة. * إحداث حراك مجتمعي حيوي وإشراكه بشكل دائم في المنظومة التكاملية من جميع فئات المجتمع، من خلال المبادرات النوعية التي تهدف لرفع مستوى الوعي الفردي والجمعي لمتطلبات سوق العمل، باعتبار عسير منطقة سياحية بالدرجة الأولى. * تمكين الفئات المستهدفة في المجالات المختلفة لتوسيع دائرة الأفكار الريادية للمشاريع، وخصوصاً لفئة الشباب. * كل هذا نراه يوميا وبشكل لافت،ما أدى لتعزيز التفاعل المجتمعي مع ماتشهده الدولة بشكل عام،والمنطقة بشكل خاص. الأمر الذي أسهم وبشكل كبير في التغيير، مع مراعاة الحفاظ على الهوية الوطنية والمحلية للمناطق. فالعامل في قطاع السياحة بشكل مباشر يلمس ذلك من خلال مايراه من الانطباعات الإيجابية لزوار المنطقة، فالدهشة بما يراه زائر منطقة عسير كل عام ( محلياً - خليجياً - عربياً - أروبياً )، هو مايشعرنا بالسعادة حتى وإن كنا نواجه بعض التحديات، ولكن الانطباع بشكل عام يستحق الإشادة والذكر. ومع ذلك ولأننا أبناء المنطقة ومحبين لها ،لابد وأن نرفع سقف تطلعاتنا ومتطلباتنا، لأننا نسعى للتميز وننشد الابداع، لأن قيادتنا طموحة وتطلعاتها عالمية، ومن الطبيعي أن نكون في مستوى يواكب تطلعات القيادة.