ماحملته ليلة 17 اغسطس أقل ما يقال عنه هو سقوط مدوي ومؤشر اخفاق مبكر ينذر إلى عدم رفع سقف الطموح. وكذلك دلالة كبيرة على سوء الحال وحجم الخلاف والاختلافات في المجموعة الحالية المسيرة للنادي وفي مقدمتهم رئيس مجلس الإدارة إبراهيم المهيدب والمدير التنفيذي الايطالي غويدو . لنبدأ بالحدث الابرز وهو اللقاء الختامي للسوبر السعودي على كأس الدرعية المقامة على ملعب مدينة الامير سلطان بن عبدالعزيز بمدينة ابها ، اللقاء الذي جمع قطبي العاصمة السعودية النصر والهلال توجهت فيه كل التوقعات والترشيحات إلى فوز النصر لتفوقه عناصريا تحديدا في تلك المواجهة على الهلال ، وأكثر المتشائمين لم يكن يتوقع تلك الكارثة الفنية التي اسفرت عن نتيجة ثقيلة هزت شباك العالمي أربع مرات، مع كامل اليقين انها لم تكن تلوح في خيال عشاق وانصار الغريم التقليدي نادي الهلال. ماحدث هو نتاج العمل العشوائي وغياب الصلاحيات التي يبحث عنها المهيدب، وإن كان موعودا بكامل الصلاحيات قبل توليه كرسي الرئاسة ، إلاأن تلك الوعود تبخرت كما يثار مؤخرا ، وبقي امامه التصويت بالاغلبية على أي قرار يريد اتخاذه وهذا يبدو جليا والمكتوب من عنوانه . مطالب رئيس النادي بصلاحيات اوسع حق مشروع مع سوء عمل التنفيذي وتخبطاته، للخروج بعمل مؤسسي يليق بحجم قيادة كيان عظيم بحجم نادي النصر، ولكن لعلي استشهد بمقولة شهيرة عندما تضيع القدرة وتعجز الحلول وتقف الحيلة وهي (الشق أكبر من الرقعة ). مواجهة محالة أبها التي زفت الهلال بطلا لسوبر الدرعية خلقت أزمة مركبة تهدد مستقبل النادي،رياضياً وإدارياً، حيث تتداخل في ذلك امور متعددة وبالتالي كونت صورة مقلقة، بدءاً من قرارات المدير التنفيذي غويدو التي أثارت استهجان الكثير ، وقناعاته الغامضة المتباينة والصادمة في الوقت نفسه والمتعارضة مع سياسة ومطالب المهيدب والتزاماته أمام جمهور النصر الكبير، ومروراً بضعف الأداء الفني للمدرب العاجز فنيا عن قيادة الفريق للانتصارات باقتدار ، وأخرها التوترات بين الجمهور النصراوي واللاعب العالمي كريستيانو رونالدو. تشير هذه العوامل إلى أزمة عامة تعصف بالنادي، ما يجعله بحاجة ماسة لإعادة تقييم استراتيجياته وإجراءات تصحيحية عاجلة للحفاظ على استقراره وخروجه من هذه الدوامة . مايحدث في نادي النصر يعد تحولاً درامياً في مسيرته،وكما اشرت سلفاً تجتمع عدة عوامل على رأسها الإدارة التنفيذية من خلال تصرفات غويدو، الذي أصبح محط انتقادات بسبب قراراته المزعزعة للاستقرار، في المقابل يراه الكثيرون كرمز للفشل بسبب سياساته التي تتعارض مع تطلعات نجاح المرجوة لناد النصر بشكل عام ، وهذا أثر سلباً على الأداء وعطاء عناصر الفريق . يضاف إلى هذه المشكلات ضعف الأداء الفني للمدرب، البرتغالي كاسترو الذي يعاني من ضعف شخصية وعدم قدرة على تفعيل استراتيجيات تدريبية صحيحة وضعف في الشخصية . هذا المستوى الفني الهزيل اسفر عن فقدان الفريق لتوازنه في المباريات وضاعت على أثره بطولة تلو الأخرى بعد أن كان قاب قوسين أو ادنى منها، وخرج بمحصلة محبطة في الموسم الماضي ناهيك عن معسكره الإعدادي الحالي وانهيار الفريق في ليلة السوبر . في جانب آخر خلق الوضع الحالي أزمة وتصادم بين الجمهور النصراوي واللاعب كريستيانو رونالدو، الذي أصبح محط انتقادات شديدة. تصاعدت معها حدة التوتر والاتهامات بأن رونالدو أصبح أداة هدم بدلاً من كونه عنصراً إيجابياً، وبات في نظر بعض الجماهير كرتا محروقا ورحيله مطلب ، وهذا من وجهة نظر خاصة يحتاج إلى نظرة اوسع وعدم الانسياق وراء حملة التشويه التي يقودها من يحاول الاصطياد في الماء العكر ، في المجمل، تداخل هذه المشكلات افرز أزمة معقدة تؤثر في مستقبل النصر، ويحتاج النادي إلى استراتيجيات فعالة وحلول عاجلة للتغلب على هذه التحديات واستعادة استقراره ونجاحه.