هو أداة حيوية تسعى من خلالها الشركات والمؤسسات العقارية والمستثمرين الأفراد إلى تفادي التحديات التي قد تواجههم مع المستأجرين المماطلين. يتسم هذا التقييم بأهمية خاصة في ظل تنامي الطلب على العقارات وتزايد المخاطر المرتبطة بتأجير الوحدات السكنية والتجارية. إن التعامل مع مستأجرين يفتقرون إلى الجدية في سداد الإيجارات يمكن أن يكون مكلفا ويؤدي إلى إلحاق خسائر جسيمة بالملاك والمستثمرين على حد سواء، حتى لو كان إيقاف الخدمات مصيرهم. لذلك فإن التقييم الائتماني للمستأجرين أصبح جزءا أساسيا من عملية اختيار المستأجر المناسب. في العديد من الدول تعتمد شركات التأجير على نماذج تقييم ائتماني صارمة تهدف إلى تحليل قدرة المستأجر المحتمل على الالتزام بالتزاماته المالية. ففي الولاياتالمتحدة على سبيل المثال تقوم شركات التأجير بفحص السجل الائتماني للمستأجر من خلال وكالات التصنيف الائتماني مثل Experian وTransUnion وEquifax. تساعد هذه المعلومات في تحديد ما إذا كان المستأجر لديه تاريخ من الالتزام بسداد الديون أم أنه يميل إلى التأخر في السداد. كما يمكن استخدام هذه البيانات لتحديد سقف الائتمان الذي يمكن منحه للمستأجر وتقييم المخاطر المالية المرتبطة به. وفي المملكة المتحدة تتبع شركات التأجير نهجا مشابها، حيث تستخدم بيانات الائتمان والتاريخ المالي للمستأجرين المحتملين لتقييم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم. يلعب النظام القانوني أيضا دورا في حماية حقوق الملاك؛ حيث يمكن للملاك استخدام أوامر الإخلاء السريعة إذا ثبت أن المستأجر غير ملتزم بالسداد. هذا النظام يشجع المستأجرين على الالتزام بدفع الإيجارات في مواعيدها لتجنب العواقب القانونية. التجارب الدولية تظهر أيضا أهمية توفير نظام قانوني متين يدعم الملاك في مواجهة المستأجرين المماطلين. في ألمانيا على سبيل المثال يعتمد النظام العقاري على عقود تأجير طويلة الأجل تتضمن شروطا صارمة تضمن حقوق كلا الطرفين. يوفر هذا النظام أمانا للملاك ويجعل من الصعب على المستأجرين التهرب من دفع الإيجارات. إلى جانب ذلك فإن وجود سجل ائتماني عام يمكن للملاك من الاطلاع على تاريخ المستأجرين المحتملين يسهم في تجنب المشكلات المستقبلية. في دول مثل اليابان يتم دمج التقييم الائتماني مع إجراءات أخرى مثل التأمين على الإيجار لضمان حماية الملاك. تقدم شركات التأمين سياسات تغطي الفقدان الناتج عن عدم سداد الإيجار مما يقلل من المخاطر التي يتعرض لها الملاك. يمكن لهذا النموذج أن يكون فعالا في تقليل التحديات المرتبطة بالمستأجرين غير الملتزمين. في المجمل يمكن القول إن التقييم الائتماني للمستأجرين هو أداة لا غنى عنها في صناعة العقارات. إذ يسهم في تعزيز الشفافية وحماية حقوق الملاك وضمان التزام المستأجرين بالاتفاقيات المبرمة. تعتمد فعالية هذا التقييم على توافر بيانات دقيقة ووجود نظام قانوني قوي يدعم الملاك في حال عدم التزام المستأجرين. لذا فإن الدول التي تتطلع إلى تطوير قطاع التأجير لديها يجب أن تولي اهتماما كبيرا لتحسين أنظمة التقييم الائتماني وضمان توافقها مع أفضل الممارسات الدولية. ولهذا فإن إتاحة معلومات ائتمانية عن المستأجرين عبر منصة إيجار في السعودية يوفر على الملاك الكثير قبل أن تتم عملية الإيجار، بحيث تتيح المنصة المعلومات وتخلي مسؤوليتها بإظهارها المعلومات الائتمانية لراغب الإيجار. إن هذه الخاصية تؤسس لثقافة يحترم فيها المستأجر التزاماته ويكون فيها تاريخه الائتماني التأجيري واضحا، ويمكن أيضا منح مميزات وتشجيع الممارسات السليمة التي يلتزم فيها المستأجر ويكون تاريخه الائتماني فيها مميزا.