اكتشف علماء أبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث آلية جديدة لاجتياح وانتشار الخلايا السرطانية في الثدي ما قد يسهم مستقبلاً في إيجاد سبل علاجية أكثر نجاحاً من العلاجات المتوافرة حالياً، وذلك في بحث نشرت مجلة "Oncogene" الرائدة في مجال السرطان موجزا عنه على موقعها في مايو الماضي وتنشره كاملاً في نهاية هذا الشهر. أكد ذلك المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي في تصريح صحفي أمس، وأضاف أن البحث يأتي ضمن اهتمامات المستشفى في إجراء الأبحاث الطبية التي تهدف إلى إيجاد أفضل سبل العلاج للمرضى السعوديين، خصوصاً المصابات بسرطان الثدي الذي يتصدر قائمة أكثر السرطانات انتشاراً بالمملكة. وقال رئيس برنامج الأبحاث الجزيئية والباحث الرئيس للدراسة الدكتور خالد أبو خبر إنه وُجِد من خلال البحث المخبري أن قلة بروتين "التريستترابرولين" في خلايا سرطان الثدي قد يكون سبباً في ظهور خاصية اجتياح وانتشار الخلايا السرطانية، إذ تبين أن إعادة زيادة إنتاج هذا البروتين أدت إلى الحد من اجتياح الخلايا السرطانية، وهي الخطوة السابقة لانتشاره . كما أظهرت الدراسة أن زيادة مستوى هذا البروتين تقلل من إنتاج عدد من البروتينات التي تلعب دوراً كبيراً في تحفيز وانتشار سرطان الثدي، وذلك عن طريق تكسير الأحماض النووية المراسلة المسؤولة عن إنتاجها. وأوضح أبو خبر أن "التريستترابرولين" عبارة عن بروتين يرتبط بالحمض النووي الريبي "ر.ن.أ" ويتسبب في تقليل نشاطات جينات معينة، لافتاً إلى أن النتيجة التي توصل إليها الباحثون تعتبر خطوة أولية فقط، وتوجد حاجة لإجراء دراسات إضافية على حيوانات التجارب للمساعدة على فهم ومعرفة التأثيرات الكلية للبروتين قبل اعتماد هذا المسار كخطوة مستقبلية للتوصل إلى سبل علاجية لهذا النوع من السرطان لدى البشر. وقد أجريت مراحل البحث والتجارب جميعها في مختبرات برنامج الأبحاث الجزيئية بالتخصصي الذي يترأسه الدكتور أبو خبر بجهود من نورة السحيباني كجزء من دراسة الأخيرة لشهادة الدكتوراه بجامعة "نيوكاسل" البريطانية من خلال دعمها بمنحة تعليمية من مؤسسة الملك خالد الخيرية، في حين جرى تزويد الفريق البحثي بخلايا معدلة وراثياً ووسائط تمثيل البروتين من قبل الدكتور "بيرى بلاكشير" كبير علماء الباحثين بالمعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدةالأمريكية الذي قال إن هذه الدراسات قد تساعد على فهم التغيرات التي تطرأ على الخلايا السرطانية وبالتالي تسهم في تحديد أهداف جديدة للتدخل العلاجي.