لا شك بأن رونالدو من أفضل لاعبي العالم، وهذا الأمر لا يحتاج لشهادة أحد، بل هو مجد حققه لنفسه بجهده واهتمامه بمعشوقته، وقد أفاد النصر إعلاميا وربما ماديا، والأهم من هذا أنه ساهم في جذب الأنظار إلى دورينا ومشروعنا الرياضي، وهذا أمر لا ينكره إلا متعصب مكابر. ولكن على الجانب الآخر أرى من وجهة نظري أنه قد أضر بناديه ضررا بالغا من الناحية الفنية، بدليل خروج ناديه من جميع البطولات صفر اليدين. وهذه أبرز الأضرار الفنية التي قام بها النادي لإرضائه وتسببت في إخفاقاته. أولا: من المعروف أن مركز رونالدو في الدوريات الأوربية وسط أيسر، لذا تم الاستغناء عن أبو بكر المهاجم الصريح لكي يتفرد بهذا المركز. ثانيا: كان هناك فترة توقف طويلة أثناء بطولة آسيا، وكان من المفترض أن يتم استغلالها في عمل معسكر ولعب مباريات ودية لتحسين آداء الفريق، وتحقيق الانسجام بين أفراده، ولكن لعيون رونالدو كان الذهاب إلى الصين في رحلة الكل يعلم ما حدث فيها من إضاعة للوقت، والرجوع بنفسيات متعبة من جراء ما صاحب فشلها من إسقاطات من قبل الأندية المنافسة. ثالثا: تسببه في توتر زملائه بكثرة اعتراضاته على الحكام. رابعا: أتوقع والله أعلم بأنه من يضغط على المدرب في انتهاج الخطة الهجومية، بغض النظر عن ما يحدث من خلل في الصفوف الخلفية، والدليل على ذلك كمية الأهداف التي ولجت مرماه، وأبرزها ولوج 7 أهداف في مباراتين ومن فرق كانت في ذيل الترتيب. خامسا: جميع الكرات في المقدمة تلعب له بغض النظر عن موقعه، لذا أفسد الكثير من الهجمات بسبب وقوعه في مصيدة التسلل، كما أضاع الكثير من الفرص السهلة، وأبرزها الفرصة التي أضاعها أمام العين في مباراة الإياب وتسببت في خروجه من البطولة الآسيوية. سادسا: الفكر النصراوي لدى الإعلاميين والجماهير بتضخيم اللاعب الأوحد، مثلما كانوا يفعلون مع حمد الله وتاليسكا والآن رونالدو، وهم يظنون أنهم بذلك يغيظون الأندية الأخرى، ولم يعلموا أن هذا التصرف من أبرز أسباب انخفاض الروح عند بقية لاعبيهم، فها نحن نشاهد انخفاض مستوى تاليسكا وماني بشكل كبير، لأن عبارات الإطراء والمديح كلها تذهب لرونالدو، بينما في الهلال لا نجد إعلامهم وجماهيرهم يفرقون بين نجومهم، سواء الأجانب أو المحليين، فكل من يقدم مستوى جيدا في مباراة يشيدون به، ومن ينخفض مستواه ينتقدونه، ولا نجد أي لاعب يحظى بمديح مبالغ فيه. وحتى أن نيمار عندما قدم لم يعطوه شارة الكبتنية، وهو النادي الوحيد من أندية الصندوق الذي شارته مع مواطنيه حتى في حال التبديلات. فلا يوجد لديهم أي لاعب متفرد بالثناء. ثامنا: شهادة حق تحسب له أنه من أخلص اللاعبين لناديه وأكثرهم حماسا، ولكن مشكلته تكمن في طغيان الأنا عليه، فهو يريد الاستئثار بكل شيء، لذا خسر كل شيء، ودموعه التي ذرفها بعد المباراة تعبر عن هذا الخسران، وخاصة بعد السقوط المدوي اليوم لشماعة التحكيم الذي طالما تحججوا بها في هزائمهم من الزعيم، فالزعيم اليوم وهو في أسوأ مستوياته فاز عليهم وعلى التحكيم. مبروك للزعيم جميع البطولات المحلية.