من الرائع التحدث لوقت طويل في ما يسمى (البودكاست)، أو التغريد كثيراً حول طرق الثراء السريع والعمل بطريقة مبتكرة واتخاذ أسلوب حياة صحي وحياة مثالية . الكثير من الخبراء والمكافحين يتحدثون عن ذلك وأن العمل بطريقة ريادة الاعمال هو الطريق الأسهل للوصول إلى منابر التنظير وكسب المال السريع ويكون ذلك بتطبيق الخطوات البسيطة التي قاموا بها حيث ينصحونك باسقاط مسيرتهم الكفاحية على نفسك لتكون صاحب بطاقة ذهبية لا يتكبد عناء الانتظار في صالة العملاء العاديين إلى مكاتب العملاء المميزين ومديري الثروات، ومن جلسات مطاعم الشواية إلى طاولات مطاعم الفنادق الفاخرة. التغلب على المخاوف وتقديم استقالة عاجلة لاغتنام الفرص والبحث عن افكار مبتكرة مثل تحويل ( السليط) إلى طاقة لتشغيل الطائرات النفاثة هو ما سيغنيك عن انتظار راتب شهري. تعتبر هذه التوصيات ممتازة في حال أنها كانت بهذه السهولة التي ستجعل من ذلك الموظف البسيط الذي لا زال يرسل الخطابات بالفاكس إلى ثري يتواصل مع الموظفين بالايميل بينما يراقب مؤشرات البورصة وهو جالس على ذلك الكرسي المصنع من جلد الفيكونا وحضور الاجتماعات عن بعد مع كبار الشركات حول العالم. يبدأ صديقنا رائد الاعمال يومه بإخبارك أن وظيفتك ليست إلا عائقاً يحول بينك وبين الحياة العملية الناجحة، وأن بإمكانك أن تكون مديراً لنفسك وتأليف كتاب كيف تصبح ثرياً في ثلاثة ايام. يتنقل هذا المكافح بين استوديوهات تلك البرامج ومنصات التواصل، للحديث عن كمية الأموال السهلة التي ستكون في حساباتك البنكية في حال اخذت نصائحهم على محمل الجد. ومن باب حسن الظن قد تكون تلك النصائح والتوجيهات مفيدة لبعض الأشخاص، وبالمقابل ستكون كارثة لأشخاص آخرين الذين سيصبحون رقماً في قائمة إيقاف الخدمات ومنقصات المعسرين!