منذ تولي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولاية العهد، والمملكة تحقق من عام لآخر نجاحات وقفزات في كل المجالات، فرؤية الأمير الشاب، جعلتنا نرى غدا قبل أن يحين، لأننا من الآن نجني ثمارها، منذ مبايعة سيدي ولي العهد وحتى ذكرى مبايعته السابعة التي توافق يوم 26 من رمضان لهذا العام، حققت المملكة العربية السعودية السبق في مجالات عديدة، نافست، وحازت، وتصدرت، محور الرؤية هو الإنسان الذي يعيش في هذه البقعة المباركة وجودة حياته، ولا يمكن أن تكون الحياة جيدة دون صحة، فوضعت أهدافا من ضمن رؤية 2030 ليكون لدينا أفضل نظام صحي عالميا، فكان برنامج التحول الصحي والذي يهدف إلى إعادة هيكلة القطاع الصحي في المملكة بما يساهم في تعزيز مكانته وتفعيل مقوماته كنظام صحي فعال ومتكامل. يهدف البرنامج إلى تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية والتأمين المجاني للمواطنين عبر ضمان تغطية الخدمات وفق التوزيع الجغرافي العادل والشامل والذي يمكّن منظومة الرعاية الصحية من الوصول لكافة مناطق المملكة، والتوسع في تقديم خدمات الصحة الإلكترونية والحلول الرقمية، وكذلك الارتقاء بجودة الخدمات الصحية بالتركيز على تعزيز مستويات رضا المستفيدين من خلال تطبيق واتباع أفضل المعايير الدولية، إضافة إلى تعزيز وعي المجتمع بالسلامة المرورية، كما تنص خطة تنفيذ برنامج تحول القطاع الصحي. تغيرت هيكلة القطاع الصحي فنشأت التجمعات الصحية بمستشفيات مركزية تتبعها مراكز رعاية صحية أولية، وأتيحت فرص الاستثمار في الصحة للمستثمرين، وقد استضافت المملكة ملتقى الصحة العالمي في شهر أكتوبر من عام 2023 تحت شعار (استثمر في الصحة)، والذي كان يهدف إلى الالتقاء وتبادل الآراء حول التحول الذي يشهده القطاع الصحي بالمملكة، والاطلاع على أحدث الاكتشافات والتوجهات الطبية والأعمال ضمن مجتمع الرعاية الصحية العالمي، وكما قال وزير الصحة فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، أن رؤية السعودية 2030 وضعت معادلة الريادة العالمية للقطاع الصحي في المملكة، من خلال الانتقال من التركيز على الألم إلى الاستثمار في الأمل، والاهتمام بالوقاية العلاجية، والتركيز على المستفيد وليس على السرير فقط. الاستثمار في الصناعة الدوائية من أكبر الاستثمارات في المجال الصحي، كذلك مجال تأمين الخدمات الطبية بالذات مع دخول شركات التأمين الطبي الخاصة مجال الرعاية الصحية في المملكة. نتيجة الجهود التي توليها حكومتنا الرشيدة وتخصيصها ميزانية ضخمة للقطاع الصحي تمّ في عام 2023 تدشين العديد من المستشفيات في مناطق عديدة من المملكة والتي أضافت 1200 سرير للخدمات الصحية. كذلك تمت زيادة عدد مراكز علاج الأورام من 9 مراكز إلى 18 مركزا خلال عام 2023، للتخفيف عن المواطنين أعباء الانتقال لمناطق أخرى للعلاج. من أبرز ما يلمسه أي مواطن سهولة الحصول على الخدمات والاستشارات الصحية، وذلك برقمنة القطاع الصحي، فنشأت لدينا العديد من التطبيقات الصحية كتطبيق صحتي على سبيل المثال. ارتفع متوسط عمر الفرد إلى 77.6 سنة، بعدما كان لا يتجاوز 74 عامًا في عام 2016، وذلك بتحسن الخدمات الصحية وانخفاض معدل الوفيات المبكرة نتيجة الأمراض المزمنة كالضغط والسكري، وانخفاض معدل الحوادث المرورية. الإنجاز الذي لا يشبهه إنجاز في العالم هو نجاح موسم الحج كل عام وخلوه من الأوبئة والتفشيات التي تهدد الصحة العامة حتى في أوج الجائحة، وتقديم الخدمات الصحية في وقت ومكان واحد لما يقارب من مليوني حاج. ما كنا سنحقق هذه الإنجازات خلال سنوات قصيرة إلا بوجود قيادة شابة وطموحة ورؤية حكيمة، إنها لبيعة مباركة، حفظ الله بلادنا وقادتنا، ونظل نحلم ونحقق بعون الله.