لا سياحة بدون ترويج. وخاصة مع اتساع خارطة السياحة العالمية وتعدد الخيارات أمام السائح. نعني بالترويج هنا مستويات عدة. يُعنى المستوى الأول بتعريف المعالم أو الأحداث السياحية ثقافيا وفنيا، ويشمل هذا نشر الصور أو كتابة أعمال روائية أو سينمائية أو إقامة مهرجانات وفعاليات تستهدف إحياء المكان وتنشيطه. أما المستوى الثاني فهو يركز على الإرشاد السياحي المتنوع الذي يمد السائح بالمعلومات حول المكان وطرق الوصول وخيارات الإقامة وأفضل السبل لقضاء تجربة سياحية مميزة. جدير بالذكر أن الرؤية السعودية 2030 تركز بشكل كبير على دعم قطاع السياحة، وذلك نظرا لما تتميز به المملكة من موقع جغرافي وتاريخ عريق وبيئات متنوعة وثقافة أصيلة. حرصت المملكة من جانبها على العناية بالخدمات السياحية وتهيئة المرافق العامة بما يتماشى مع خلق سياحة مستدامة تتموضع على الخارطة العالمية. إلا أنه ما تزال هناك حاجة لتحديد كثير من المواقع ذات المغزى التاريخي أو الديني، كتلك الخاصة بالغزوات والحروب التاريخية، أو الأحداث السياسية أو الطبيعية أو طرق التجارة والقوافل. مع رعايتها والتعريف بها وتنظيم وصول السياح إليها. ولا شك بأن هذا سيكون من شأنه تعزيز العمل السياحي وكذلك خلق ارتباط عالمي بالمملكة وارثة الحضارات القديمة التي مرت على هذه الأرض. ختاما .. يلعب الترويج السياحي دورا كبيرا في توجيه سلوك السائح وتغيير ميوله بمجرد تزويده بالمعلومات والرسائل التي تعزز لديه صورة ذهنية إيجابية، وفي عالمنا المعاصر بفضاءاته المفتوحة يعتبر كل رأي إيجابي يكتبه سائح معجب بتجربته بمثابة إضافة جديدة تصب مجددا في عملية الترويج السياحي.