لم يدر في خلد المعتمر المغربي، الدكتور «عمر ماكوري»، أن يأتي الجبر من الله سريعًا، وأن الفرج منه قريب، و أن يكون نهاية الصبر أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف، بعد أن عاش مع عائلته الصغيرة المكونة من زوجته وابنتيه «آية وريتاج» في آهات المرض، حتى غابت الابتسامة عن محيا العائلة، حيث تعرض والدهم لمرض صحي عانى منه كثيرًا، كما عانت منه عائلته، وألزمه السرير الأبيض ليال عديدة، حتى سلم نفسه لمشرط الطبيب مفوضًا أمره لله، ومستودعًا عائلته لخالقهم -عز وجل. دخل المعتمر المغربي المستشفى، وأجرى عملية زراعة نخاع شوكي، وبدأ في العلاجي الكيماوي ضمن الخطة العلاجية لمرض السرطان الخطير، بعدها يأتي الفرج من الله على هيئة مكرمة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله– لاستضافته هو وعائلته ضمن ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف، والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه، رضوان الله عليهما. يقول «ماكوري» من الصعب جدًا أن أترجم الإحساس والمشاعر إلى كلمات، وأحوّل الواقع إلى ملموس، حتى أصف ما كنت عليه قبل شهر، وما أنا فيه الآن، كنت في القريب جدًا في المستشفى، وتحت وطأة الألم وقسوة المرض، وكنت قد بدأت في العلاج الكيماوي وإجراء عملية زراعة النخاع الشوكي، وكنت في دوامة من الألم والسقم، كل هذا وأكثر عاشته عائلتي معي قبل شهر من الآن، لكن فرج الله قريب، جاء البلسم الشافي وجزاء الصبر لأكون ضمن ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، وأؤدي العمرة وأزور المسجد النبوي الشريف. فالزيارة مباركة لأماكن مباركة، حيث نخطو على أماكن خطى عليها خير البشرية سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- زيارة تنعش القلب وتفتح أبواب السعادة، وتزيد الطاقة الإيجابية في الذات، وعلى مستوى عائلتي خرجوا من عالم سوداوي يعيشون الألم صباح مساء، حتى غابت الابتسامة عن وجوههم، وجاءت هذه المكرمة الربانية انتشلتنا من الظلمات إلى النور، وعادت الابتسامة إلى مقلة أعين «آية وريتاج وزوجتي». وقال منذ أن حطت رحلتنا البقاع المطهرة قوبلت باستقبال محفوف من اللجان العاملة في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، وزاد من ارتياح نفوسنا وتبدل الألم إلى الأمل، فالشكر كل الشكر لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء –حفظهم الله– على هذا الكرم، وعلى رفع رآية الإسلام في بقاع العالم؛ فجزاهم الله خير الجزاء.