هناك أندية تعمل بصمت، وتجعل أفعالها تتحدث عنها، وهناك أندية ينطبق عليها المثل الشهير «نسمع جعجعة ولا نرى طحنا». فللأسف الشديد أن الإعلام النصراوي يصور ناديه بأنه نادٍ عالمي، وأنه الفارس الذي لا يقهر، ولا يمكن أن يهزم إلا نتيجة سوء التحكيم، أو مؤامرة تحاك ضده، هذا الفكر النصراوي ذكرت مرارا وتكرارا في عدة مقالات سابقة أنه من أهم أسباب إخفاقاته المتوالية، فغياب النقد البناء ومحاربة من يتبناه من أبنائه المخلصين، جعله يعيش في أوهامه وأحلامه السعيدة وينخدع بتفوقه على أندية الوسط والمؤخرة، مما جعله لا يفيق إلا على هذه الصدمة الموجعة من المنافس والغريم التقليدي، التي كشفت مواطن الخلل لديه، والتي لم يكن متنبها لها في مقابلاته مع الفرق الأقل مستوى منه، والأغرب من ذلك أن الإعلام النصراوي ما زال مستمرا كالعادة في مكابرته: بأن هذه الهزيمة القاسية بسبب التحكيم، وأن دفاعه المهلهل بريء من تلك الهزيمة الموجعة، ولم يعترف بالسبب الحقيقي بأن الفريق المنافس متفوق عليه نقطيا وهجوميا ودفاعيا، ولولا حسن حظ الهلال بسوء الطالع الذي لازم مهاجميه لوقع في عيب التشوه البصري!. سؤالي لإعلامي النصر ومسيريه: فلنفترض جدلا أن جميع هزائمكم من الهلال بسبب التحكيم، الهلال ركن ثابت في المنافسات الآسيوية، وقد حصل على البطولة ووصل إلى النهائي مرات عديدة، وأنتم شاركتم في البطولة عدة مرات وفي الغالب لم تتجاوزوا دور المجموعات، وأيضا صفا لكم الجو بعد إجبار الهلال على الانسحاب وأنتم في أفضل حالاتكم، فلماذا لم تصلوا للمباراة النهائية وتحققوها!. هل هذا يعني أن جميع حكام العالم ضد ناديكم. وهل تعتقدون أن عدم الاعتراف بقوة المنافسين بتبرير جميع هزائمكم بسبب التحكيم، وتجاهل مكامن الخلل الموجودة في ناديكم يصب في المصلحة العامة للنادي (أترك الجواب للجماهير الواعية). من حق أي إعلام أن يطلق على ناديه من الألقاب ما يشاء، ولكن إذا كانت هذه الألقاب غير مترجمة بالأفعال، فهي مجرد أقوال لا قيمة لها، والدليل كثرة تكرارها عند كل إخفاق. بينما نادي الهلال حصل على كأس المؤسس، الذي لا يتكرر إلا كل 100 سنة، ونادرا ما أسمعهم يتحدثون عنها، لأنهم يفعلون والتاريخ يحفظ، ولا يحتاجون تكرارها لتكريس إثباتها. ما أريد الوصول إليه من خلال ما تقدم أن العمل بصمت واحترام المنافسين هو من يجلب البطولات التي هي المطلب الأكبر للجماهير، أما الضجيج والإسهاب في المناكفات، والتقليل من شأن المنافسين: بأن نادينا هو النادي الوحيد الذي لا يقهر، ولا يمكن أن يهزم إلا عن طريق التحكيم، فهو عامل سلبي جدا، لما يسببه من ضغط على اللاعبين من ناحية الانشغال بالحكم، وعدم تقدير قوة المنافسين، ولقد رأينا أثره على لاعبي النصر في المباراة الأخيرة، فأغلب لاعبيه كانوا بعيدين كل البعد عن مستوياتهم المعروفة، على النقيض من لاعبي الهلال، فرغم الإرهاق الذي تعرضوا له، كانوا هم الأكثر نشاطا وتركيزا. لذا أنا أحمل الإعلام النصراوي العبء الأكبر في هذه الهزيمة الموجعة لرونالدو ورفاقه، وأتوقع أن تستمر آثارها في المباريات القادمة، وخاصة بعد تزايد الفارق النقطي بينه وبين المتصدر.