أعلن جيش العدوان الإسرائيلي أنه عزل شمال غزة عن جنوبه، واصفا إياها ب»المرحلة المهمة» في الحرب، حيث قام بفصل شمال غزة عن بقية الأراضي المحاصرة وقصفه بغارات جوية مكثفة، مما مهد الطريق لتوغل متوقع داخل الحدود الكثيفة لمدينة غزة وحتى المرحلة الأكثر دموية من الحرب المستمرة منذ شهر. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن عدد القتلى الفلسطينيين تجاوز بالفعل 10 آلاف. وتمثل هذه الأرقام علامة فارقة قاتمة في ما أصبح بسرعة الجولة الأكثر دموية من العنف الإسرائيلي الفلسطيني، مع عدم وجود نهاية في الأفق في الوقت الذي ترفض فيه إسرائيل وقف الحرب وهجماتها. ومن المرجح أن يرتفع عدد الضحايا مع تحول الحرب إلى قتال متلاحم في المناطق الحضرية، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه من المتوقع أن تدخل القوات مدينة غزة قريبا. فرار المدنيين وقال جيش العدوان، إن طائراته قصفت 450 هدفا خلال الليل وسيطرت القوات البرية على مجمع تابع لحماس. ولا يزال هناك ممر ذو اتجاه واحد للسكان للفرار جنوبًا متاحًا، وفقًا للجيش، لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين بقوا في مدينة غزة وأجزاء أخرى من الشمال. وفر نحو 1.5 مليون فلسطيني، أو نحو 70% من سكان غزة، من منازلهم منذ بدء الحرب. كما أن الغذاء والدواء والوقود والمياه ينفد، كما أن المدارس التي تديرها الأممالمتحدة والتي تحولت إلى ملاجئ تجاوزت طاقتها، وينام كثيرون في الشوارع بالخارج. وانقطعت خدمة الهاتف المحمول والإنترنت بين عشية وضحاها، وهو الانقطاع الثالث على مستوى الأراضي منذ بداية الحرب، ولكن تم استعادتها تدريجيا، الإثنين، وفقا لشركة الاتصالات الفلسطينية بالتل ومجموعة الدفاع عن الوصول إلى الإنترنت NetBlocks.org. ويقول عمال الإغاثة، إن انقطاع التيار الكهربائي يجعل من الصعب على المدنيين البحث عن الأمان أو حتى الاتصال بسيارات الإسعاف. ض وترفض إسرائيل حتى الآن الاقتراحات الأمريكية بوقف القتال لتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية ورفضت إسرائيل أيضًا الدعوات لوقف إطلاق النار على نطاق أوسع من الدول العربية. وبعد أيام من الدبلوماسية المكثفة في الشرق الأوسط، اختتم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولته في المنطقة، قائلا إن الجهود المبذولة لتأمين هدنة إنسانية والتفاوض على إطلاق سراح الرهائن والتخطيط لغزة ما بعد حماس لا تزال مستمرة. دون الإشارة إلى أي إنجازات ملموسة. فيما استمرت الإدانات على ما صدر من أحد وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتضمّن التوعّدَ بإلقاء قنبلةٍ نوويةٍ على قطاع غزة بدءا من المملكة العربية السعودية والأردن و رابطة العالم الإسلامي التي ندَّدت بأشد العبارات- بهذا التصريح الذي يعكس مستوى التحدي والهمجية. ودعت المجتمعَ الدولي إلى تحمُّل مسؤولياته تجاه الكوارث المروّعة في قطاع غزة، لا سيما مع استمرار تداعياتها المؤلمة التي من شأنها أن تُحدث جرحًا عميقًا في وجدان الشعوب؛ لتعود بمشاريع بنائها الحضاري إلى الوراء. وأعربت الكويت أيضا عن إدانتها الشديدة في بيان لها، أن هذه التصريحات تدل بما لا يدع مجالاً للشك أن الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه على الشعب الفلسطيني والمدنيين قد تمادى إلى مرحلة خطيرة وغطرسته وصلت إلى درجة من الوحشية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية. طرق أخرى وفي شمال قطاع غزة، أسقطت طائرة شحن عسكرية أردنية مساعدات طبية على مستشفى ميداني، بحسب ما أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في وقت مبكر من اليوم . ويبدو أن هذه هي أول عملية إسقاط جوي من نوعها في الحرب، مما يزيد من احتمال وجود طريق آخر لإيصال المساعدات إلى جانب معبر رفح المصري، الذي كان حتى الآن نقطة الدخول الوحيدة. وتم السماح لأكثر من 450 شاحنة محملة بالمساعدات بدخول غزة من مصر منذ 21 أكتوبر، لكن العاملين في المجال الإنساني يقولون إنها غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة في القطاع الذي يسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني. أضرار جسيمة ويواجه شمال غزة نقصاً حاداً في المياه، حيث لا يوجد وقود يمكن ضخه من الآبار البلدية، كما أغلقت إسرائيل الخط الرئيسي للمنطقة. وقال مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية، إن سبعة مرافق للمياه في أنحاء غزة تعرضت للقصف خلال اليومين الماضيين ولحقت بها «أضرار جسيمة»، مما يزيد من خطر فيضان مياه الصرف الصحي. وقد استجاب نحو 800 ألف شخص للأوامر العسكرية الإسرائيلية بالفرار إلى جنوبغزة. وسار نحو 2000 شخص، يحمل كثير منهم فقط ما يمكنهم حمله بين أذرعهم، على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب في غزة ولكن القصف الإسرائيلي استمر في جميع أنحاء القطاع، وأدت الغارات في وسط وجنوبغزة –المنطقة الآمنة المزعومة– إلى مقتل عشرات الأشخاص. شمال غزة يواجه نقصاً حاداً في المياه لا يوجد وقود يمكن ضخه من الآبار البلدية أغلقت إسرائيل الخط الرئيسي للمنطقة.