بلغت سطوة ونفوذ خصمنا ما لا يتصوره عاقل، ويبدو أنه (واصل) بل (سوبر واصل) فهل لكم القدرة على مجابهة أعوانه في مختلف الجهات الحكومية؟ لتنقذونا من شره، تحار العقول فيما ترى الأعين ، داهمتنا أطماع ضعاف النفوس، وتوجهنا إلى محافظة بيش بشكوى ضد من استحل أرضاً بيضاء وأقام مشروعاً ضخماً، أضرّ بصحة الشباب الأقوياء قبل الشيوخ و الأطفال، سدّ بمشروعه ذلك الطرق والمساقي، وأغلقها ، وأتلف المراعي، وظل أزيز الشاحنات والمعدات يداخل أسماعنا. فأصبحت محافظة بيش هي الخصم والحكم! كنّا نسمع فيما نسمع أن للإنسان حقوقاً، ولكن حقوقنا امتهنت! كنّا نسمع فيما نسمع أنه من الواجب الحفاظ على الصحة العامة، ولكن صحتنا أُهملت! كنّا نسمع فيما نسمع أنه من الواجب الحفاظ على البيئة وهو واجب إنساني ووطني ، ولكن كان الكلام موجهاً إلى البسطاء. رفعنا وكررنا وبحت أصواتنا ، صرخنا، شكلت لجان، أبكمت أفواهنا بقرارات تسكن الأوراق داخل مخططات الأدراج، لم تر النور بعد، وربما لن تراه أبداً ، تشعبت أيادي خصمنا التاجر الثري المعروف لتطال مكاتب الإدارات الحكومية، وقف ضدنا الموظف الصغير قبل الكبير، لم نستطع إيصال الحال. كل ذلك لا ذنب لنا فيه ، لم نعتد على أحد، ولم نظلم ، ولم نقتطع أراضي الدولة والأملاك العامة ، ولم نخالف النظام، وننشئ مشاريع ضخمة على أفئدة المواطنين وصدورهم. لم نطلب أرباحاً طائلة ، ولم نفز بعقود ضخمة ، ولم نستنزف المال العام، ولم (ندهن السير لكي يسير). فنحن لا نتقن هذا ، ولا نملك (الدهن) أصلاً. لم نحول كسارتين عظيمتين في الواقع إلى مجرد مصنع للبلاط على الأوراق الرسمية، فيبصم لنا الأصدقاء بالعشرة أننا صادقون ولكن الله على ما نقول شهيد. ما نحن إلا مواطنون بسطاء ، لاحول لنا ولا قوة إلا بالله العلي القدير، رفضنا أن تقام على أنقاضنا ثروات وكنوز ، دافعنا ولا نزال ندافع عن شعارات أطلقتها أبواق النزاهة، فنحن نواجه سياسة التهجير القسري ، وممن؟ من تاجر ثري. لسنا تجاراً ولا مستثمرين كباراً و لا رؤساء مراكز ومحافظات! نحن فقط نندرج تحت مسمى : إنسان فإما أن نترك ديارنا و(الجمل بما حمل) ليرضى تاجر ثري وإما أن نعيش في عمق الظلم قبل التلّوث والمرض. فإن كانت الأولى فلا بد من مخيمات للنازحين شرط أن تكون قريبة من ديارنا، لنقف على أطلالها.