ينتظر مستقبل مجهول أسواق الأرز حول العالم، وذلك بعد أن دفعت الهند الأسعار إلى ارتفاعات غير مسبوقة. وأكدت الحكومة الهندية الأحد، أنها فرضت حدًا أدنى لسعر تصدير شحنات الأرز البسمتي قدره 1200 دولار للطن، في الوقت الذي تحاول فيه البلاد السيطرة على الأسعار المحلية قبل الانتخابات المحلية. وحظرت الهند، وهي أكبر مُصدّر للأرز في العالم، في يوليو صادرات الأرز الأبيض غير البسمتي وفرضت يوم الجمعة رسومًا 20% على صادرات الأرز المسلوق. وقالت الحكومة في بيان إن بعض التجار كانوا يصنفون الأرز الأبيض غير البسمتي على أنه بسمتي للتغلب على قيود التصدير بعد صدور قرار الحظر. التأثير على السعودية قال المحلل الاقتصادي أحمد الشهري ل«الوطن» إنه من المرجح أن يكون لقرار الهند فرض حد أدنى لسعر تصدير الأرز البسمتي تأثير محدود على توافر الأرز وأسعاره في السوق السعودية ، وذلك لمجموعة من المبررات أبرزها أن السعودية ليست المستورد الرئيس للأرز من الهند، مبينًا أن المملكة تستورد معظم احتياجاتها من بلدان أخرى. وأضاف «في المقابل، ستسعى الهند للحفاظ على تدفق الصادرات إلى الأسواق الكبرى مثل بنجلاديش وإندونيسيا وكذلك دول الخليج، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الأرز القادمة من مصادر بديلة لكن بنسبة محدودة نظرًا لتوفر العرض عالميًا ثم إن الأسعار في السعودية منافسة بالمقارنة مع الأسواق الإقليمية الأخرى؛- لذلك لا توجد مخاوف كبيرة حول توفر أو أسعار الأرز في السوق السعودية رغم قرار الهند بشأن أسعار التصدير. ومن المتوقع أن يظل الوضع تحت السيطرة مع تلك الأسباب وكذلك المخزون الإستراتيجي الوطني». ارتفاع أسعار الأرز بدوره، أكد الكاتب الاقتصادي، الخبير المصرفي طلعت حافظ أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الأرز حول العالم، مبينًا أن المملكة تستورد 1.300 طن سنويًا من بلاد مختلفة، وقد ارتفعت الأسعار من قبل البلدان المصدرة لعدة اعتبارات أبرزها الأمن الغذائي لتلك الدول والظواهر الطبيعية التي أثرت على زراعة الأرز والمعروض في السوق. وأضاف «لا أرى أي تأثير مباشر على السوق السعودية نظرًا للمخزون السلعي من الأرز في المملكة ولا يفترض أن ينعكس ارتفاع الأسعار في الدول المصدرة على الأسعار الحالية، وخلال الأشهر المقبلة يتوقع أن تنخفض أسعار الأرز وذلك بدخول موسم حصاد الأرز في أكتوبر المقبل، فضلًا عن أن السوق السعودية يزخر بأنواع متعددة من الأرز ويمكن للمستهلكين اللجوء إليها». الهند تتحكم ب40% يبلغ إنتاج الهند من الأرز سنويًا 129.5 مليون طن كثاني أكبر مُنتج له في العالم بعد الصين التي تنتج 149 مليون طن. لكن الهند تتصدر دول العالم من حيث حجم المساهمة في تجارة الأرز عالميًا بواقع 22 مليون طن، بما يشكل 40% من حركة التجارة. وشهد موسم زراعة الأرز في الهند هذا العام تقلصًا في حجم الأمطار بمناطق النمو الرئيسة للمزروعات. وقالت وزارة الزراعة الهندية إن مساحة زراعة الأرز تراجعت خلال عام من 35.36 مليون هكتار إلى 30.98 مليون هكتار بنسبة 12%. وخشيت الهند أن يؤثر ذلك على أمنها الغذائي، خاصة بعد تضرر محصولها من القمح بفعل موجة الحر الشديدة هذا العام. وهنا قررت الهند وضع حد يضمن توفير الأمن الغذائي لشعبها البالغ تعداده أكثر من 1.4 مليار نسمة. وفرضت الهند مزيدًا من القيود على صادرات الأرز لحماية الأمن الغذائي للبلاد، في خطوة من شأنها أن تشكل ضغوطًا على الإمدادات العالمية للحبوب، إذ فرضت الحكومة ضريبة على صادرات الأرز بقيمة 20% بأثر فوري. وبذلك فرضت الهند قيودًا على صادرات جميع الأنواع أي نحو 80% من إجمالي صادراتها من الأرز. 4 مجموعات رئيسية توجد آلاف الأنواع من الأرز التي تزرع وتستهلك، غير أن أربع مجموعات رئيسة منها هي التي يجري تداولها على مستوى العالم. ويشكّل أرز «إنديكا» الطويل الحبة النحيل، الجزء الأكبر من تجارة الأرز العالمية، بينما تتكون مجموعات الأرز الأخرى من أرز معطر، مثل الأرز البسمتي، وأرز «جابونيكا» القصير الحبة، الذي يستخدم في إعداد السوشي والريزوتو، والأرز اللزج المستخدم في صناعة الحلويات. وتعد الهند أكبر مصدر للأرز في العالم، إذ تساهم بحوالي 40% من التجارة العالمية في الحبوب. أما أكبر المصدرين الآخرين فهم: تايلاند، وفيتنام، وباكستان، والولايات المتحدة. ومن بين المشترين الرئيسيين للأرز: الصين، والفلبين، ونيجيريا. وهناك «مشترون متأرجحون» مثل: إندونيسيا، وبنجلادش، إذ يزيدون من الواردات عندما يعانون من نقص في الإمدادات المحلية. كما أن استهلاك الأرز مرتفع ومتزايد في أفريقيا. ويعد المصدر الرئيس للطاقة في بلدان أخرى مثل: كوبا وبنما. إحصاءات مهمة في العام الماضي صدرت الهند 22 مليون طن من الأرز إلى 140 دولة. وبلغت كميات أرز «إنديكا» الأبيض الأرخص نسبيًا من هذا 6 ملايين طن. كما بلغت التجارة العالمية في الأرز، بحسب التقديرات، 56 مليون طن. ويهيمن الأرز الأبيض الهندي على نحو 70% من التجارة العالمية، وهو الذي أوقفت الهند الآن تصديره. ويأتي ذلك على رأس الحظر الذي فرضته البلاد العام الماضي على صادرات الأرز المكسّر، كما فرضت رسوم بنسبة 20% على صادرات الأرز غير البسمتي. وليس من المستغرب أن يثير حظر الصادرات في يوليو مخاوف بشأن أسعار الأرز العالمية المرتفعة. ويعتقد بيير أوليفييه غورينشاس، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، أن الحظر سيرفع الأسعار، وأن أسعار الحبوب العالمية قد تزيد بنسبة تصل إلى 15% هذا العام. وقالت محللة سوق الأرز في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، شيرلي مصطفى، إن حظر الهند على الصادرات لم يأت في الوقت المناسب. أولا، لأن أسعار الأرز العالمية ظلت ترتفع بشكل مطرد منذ أوائل 2022، بزيادة قدرها 14% منذ يونيو الماضي. وثانيًا، لأن الإمدادات تتعرض لضغوط، نظرًا إلى أن وصول المحصول الجديد إلى الأسواق لا يزال أمامه حوالي 3 أشهر. معلومات عن الأرز في الهند - 41 مليون طن ما تمتلكه الهند من المخزون. - أكثر من 3 أضعاف المتطلبات الاحتياطية. - 30 % ارتفاع أسعار الأرز المحلية منذ أكتوبر 2022. - 42 دولة تستورد الأرز الهندي. - 80 % واردات الأرز في عدد من الدول الأفريقية. - يهيمن الأرز الأبيض الهندي على نحو 70% من التجارة العالمية. - 12 % تراجع مساحة زراعة الأرز خلال عام من 35.36 مليون هكتار إلى 30.98 مليون.