(1) بعد سنوات من الاحتجاجات الناعمة اختار نشطاء المناخ حول العالم أساليب «راديكالية» لحماية البيئة، ففي جنيف تسبب عشرات الناشطين في مجال التغير المناخي بوقف الحركة الجوية قبل أن يتم إخراجهم، بعدما قَيّدوا أنفسهم ببعض الطائرات الخاصة، تزامن ذلك مع إغلاق محتجين من منظمة «لاست جينيريشن» الطريق السريع برينر باس في النمسا في عطلة مما أدى لشلل حركات السير بطول 4 كم، وفي جنوب إسبانيا؛ تسلل عدد من النشطاء البيئيين إلى ملاعب جولف خاصة وقاموا بإغلاق حفر اللعبة بالأسمنت، وزرعوا مكانها زهورا وخضروات. (2) من جهة أخرى؛ لم يجد «النباتيون» -الفيجن- والتي تقدر منصة «ديلز أون هيلث» عددهم بمليار ونصف المليار حول العالم، وهذه المعلومة موضع شك! لم يجدوا نفعا من الاحتجاجات السلمية فسلكوا مسلك «المناخيين»، ففي لندن قام رجل وسيدة تابعان لحركة «Animal Rebellion» بسكب اللبن على الأرض في محلين تجاريين، وقد تكرر هذا الأسلوب من أفراد الحركة في غير موقع في العاصمة البريطانية، وفي أستراليا، قام أربعة أشخاص باقتحام مزرعة للأغنام وإطلاق سراح الأغنام، وفي ألمانيا قررت المحكمة حبس والدين لمدة ثلاثة أشهر، بعد أن أوصلا رضيعتهما لحد الهلاك بسبب رفضهما شربها الحليب. (3) هذه «اللامنطقية» التي أدخلت هؤلاء المجانين ومن ينهج نهجهم نفقا مظلما و«تيها» لا حد له، مستغربة من «عالم» غارق بالمنطقية، فنشطاء المناخ بملابسهم وسياراتهم ومنازلهم يعترضون على المصانع والوقود ونحو ذلك، والنباتيون يجعلون من المرء نحيلا شاحبا كمومياء حين يريدون حرماننا من الخروف المحشي، والبتلو المشوي، وكباب الخشخاش، و«لحيمة» حاشي ب«الكاتم»، والكنعد الغارق بصلصة الطماطم! مقابل الخس والخيار والجزر حتى تبدو كأرنب يترقب ثعلب. (4) هي دعوة لكل «الخارجين» عن الحياة، للعودة إلى الحياة والمنطق، فالعمر محدود، والدنيا فانية!