لم يقتصر الإعجاب بسوق عكاظ وفعالياته على الزائرين العرب، بل تعداهم إلى جمهور أجنبي، بدا سوق عكاظ بفعالياته وحضارته يعني له الكثير، من حضارة وإرث قديمين وأيقونة تجسد الهوية الوطنية والعربية. مديرة مكتب الشؤون الثقافية والإعلامية بالقنصلية الأميركية كريستيس واتكنس جاءت لزيارة سوق عكاظ وفعالياته ضمن وفد من القنصلية العامة للولايات المتحدة الأميركية بجدة، فكانت أولى زائرات سوق عكاظ أمس، حيث تجولت في جادة عكاظ قبل بدء فعاليات السوق. وقالت في تصريح إلى "الوطن" إنه تزور سوق عكاظ للمرة الثانية وقد لفت نظرها في زيارتها السابقة للسوق العام الماضي العرض المسرحي الموجه للشباب، وبينت أن سوق عكاظ يعد واجهة حضارية وثقافية للمملكة ورعاية للموروث. وأشارت إلى أن القنصلية الأميركية متى ما دعيت للمشاركة في سوق العرب سوق عكاظ فسوف تشارك ولن تتأخر، وذكرت أن الممتع في السوق هو كثرة الزائرين له من مختلف الأعمار إضافة إلى العروض المسرحية. وقالت السيدة كريستيس إنه لقد مضى على إقامتها في المملكة أكثر من عام حيث تمتعت وعائلتها التي تضم زوجها غاري وبنتيها سيمون وإيفا، كثيرا بالحياة في المملكة وخاصة جدة، لذلك قرروا البقاء لمدة أربع سنوات، بدلا من سنتين فقط، وأضافت بأن المملكة بلد صديق للأسرة، وعدت الوقت الذي أمضته بالمملكة تجربة رائعة حيث توفرت المدارس الممتازة أضافة إلى السياحة والغوص بجانب التخييم في الصحراء أو تسلق الجبال القريبة والأودية. وبينت أن جهود الإصلاح في المملكة العربية السعودية خصوصا مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تركز على التعليم مشجعة جدا، يمكن أن تتحقق وتظهر أفضل قدرات الشعب السعودي من خلال الاستمرار والتوسع بهذه الإصلاحات، وقالت نحن كأميركيين بغاية السرور والفخر لتواجد 66202 طالب سعودي موزعين على 50 ولاية في الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث يوجد 15154 (23%) من الطالبات و51048 (77%) من الطلاب وهذا يعني أن أكثر من 40% من مجموع الطلاب السعوديين في الخارج اختاروا الولاياتالمتحدة الأميركية لمتابعة دراستهم، وأن هؤلاء الطلبة الذين يتابعون دراستهم في داخل وخارج المملكة العربية السعودية هم مستقبل هذه البلاد، وفي السنوات القريبة القادمة ستكون مشاريعهم ومهاراتهم المكتسبة ومعارفهم ضمانا لازدهار وأمن هذا الوطن. وقالت إن الدراسة في الخارج هي واحدة من أفضل السبل للانغماس والتعرف على ثقافة الآخر، وبينت أنها تشجع على استغلال الوقت لاكتشاف بيوتكم الجديدة والانغماس في المجتمعات والثقافات المحلية، مشيرة إلى أن الطلاب والطالبات سيلقون الكثير من الترحيب من الناس الذين سيثرون تجربتهم في الولاياتالمتحدة، وفي المقابل ستسنح لهم الفرصة لتعريف الشعب الأميركي على المملكة العربية السعودية وثقافتها ولتكونوا سفراء للمملكة هناك. وقالت "أفضل نصيحة أستطيع أن أقدمها للطلاب هي التقدم للحصول على التأشيرة في أقرب وقت ممكن، التأشيرات وما زال القسم القنصلي يواصل في السفارة وفي القنصليات العامة في جدة والظهران فتح أبوابه للمسافرين المؤهلين، ولقد تحسن مستوى الخدمة بالرغم من التزايد السريع للمسافرين. ففي السنة المالية 2011، شاهدنا عددا قياسيا من الأشخاص يتقدمون للحصول على تأشيرات: 109533، أي بزيادة 25٪ عن العام السابق وبزيادة 130٪ عن السنة المالية 2008، وفي الوقت الراهن، يمكن أن تدخل إلى الموقع الإلكتروني لملء المعلومات في طلب التأشيرة والحصول على موعد للمقابلة الشخصية في السفارة الأميركية في الرياض أو في إحدى القنصليتين العامتين في جدة والظهران إضافة إلى أن الانتظار للحصول على موعد المقابلة الشخصية أصبح أقل بكثير، وغالبا ما يكون أقل من أسبوع إلى أسبوعين، في المقابل في بداية عام 2010 بلغ وقت الانتظار ما يقرب من أربعة أشهر، وبطبيعة الحال، هنالك مواعيد مستعجلة متوفرة لدى السفارة والقنصليات في غضون 24 ساعة في الحالات الطارئة كالأعمال المستعجلة، بدء الدراسة، أو الحالات الإنسانية (للأشخاص الذين يلتمسون الرعاية الطبية)، ويحصل ما يقرب من ثلاثة أرباع المتقدمين لدينا على تأشيراتهم في غضون أسبوع من المقابلة، وفي السنة المالية 2011، ساعدت القنصلية بجدة بإنجاز 22٪ (23929) من التأشيرات في المملكة، وهذا العدد في تزايد مستمر كل شهر.