أكد مصدر في وزارة الخارجية الأميركية أن إدراج شبكة حقاني على قائمة المنظمات الإرهابية جاء بعد تأكيد تورطها في تنفيذ الهجمات الكبيرة التي استمرت لأكثر من 18 ساعة واستهدفت مبانيَ حكومية أفغانية وقواعد عسكرية وسفارات أجنبية في 15 إبريل الماضي، قام بتنفيذها عناصر من القوة المسلحة التابعة لشبكة حقاني التي تنطلق عملياتها من باكستان إلى داخل الأراضي الأفغانية. وبين المصدر ل"الوطن" أن هذا الهجوم الذي تم بدخول مسلحين إلى كابول والتمركز في ثلاثة مواقع استراتيجية وإطلاق النار على مبانٍ حكومية وسفارات وقواعد عسكرية لقوات التحالف، كان الخيط الذي تم من خلاله وللمرة الأولى تأكيد تورط شبكة حقاني المدعومة من المخابرات الباكستانية في عمليات إخلال الأمن في أفغانستان. وأوضح المصدر أن مزيدا من الأدلة كشفت عن تورط شبكة حقاني في المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) في 2009، والهجوم على فندق في كابول في يونيو الماضي،إضافة إلى حصار السفارة الأميركية في 2011، لتعلن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجمعة أنها ستسعى إلى إدراج شبكة حقاني على القائمة السوداء مما يعني أن تزويد الشبكة بأي دعم مادي سيعتبر جريمة، إضافة إلى تجميد أية ممتلكات أو مصالح لها في الولاياتالمتحدة. وشدد المصدر على أن الخطوة الأميركية تعني فشل كل طرق التفاوض والتوصل إلى حلول وسط مع شبكة حقاني الداعمة لنظام طالبان، وقال "نعلم أن هذه الحركة مدعومة من الاستخبارات الباكستانية التي كانت قد طلبت عدم إدراج الحركة في قائمة الإرهاب، مقابل تفعيل التواصل مع حكومة حامد قرضاي، وفتح قنوات تضمن مزيدا من الأمن والاستقرار في أفغانستان وهو ما لم يحصل من خلال اتصالات قرضاي بإسلام أباد، رغم علمنا بأن هذه الخطوة ستساهم في مزيد من تدهورالعلاقات بين أميركا وباكستان". وكان سراج حقاني قد أعلن في أكتوبرالعام الماضي أن الاستخبارات الأميركية طلبت منه التفاوض مع حكومة قرضاي ضمن مساعيها لإيجاد تقارب بين هذه الحكومة والقوى المسيطرة على المشهد الأفغاني تمهيداً لخروجها من البلاد عام 2014، وبين أن هذه الخطوة تهدف إلى خلق توتر داخل إمارة المجاهدين، وقال "اللعبة التي يلعبها الغرب قاربت على نهايتها والملا محمد عمر هو زعمينا ونحن نطيعه بالكامل". وربطت تقرير للاستخبارات العسكرية الألمانية بين عملية اغتيال برهان الدين رباني في تفجير انتحاري وبين نشاطات شبكة حقاني أيضاً التي تحاول التخلص من خصومها الكبار داخل أفغانستان وخارجها، وتمت العملية بعد أن استقبل رباني (71 عاماً) شخصين قالا إنهما يحملان رسالة من حركة طالبان، وفجر أحدهما العبوة المزروعة في عمامته خلال عناقه لرباني في سبتمبر 2011.