تحقيق الحلم، بتوظيف «أطباء الأسنان» يجد ممانعة، وتستغل فكرة «التطوع» لسد الاحتياج الكبير، الذي تعانيه بعض المستشفيات والمراكز الصحية، مما جعل طبيب الأسنان في النسيان ومصيره مجهولا، لا يعلم من هو بعد تخرجه من تخصص، أفنى فيه حياته علماً وسهراً، ليجد نفسه منسيا!و لا يملك إلا أن يتساءل : ما فائدة جمع شهادات التطوع، إذا كان لا يوجد أملٌ للتوظيف؟ ولعدم طرح الوظائف كيف يكون الأمان الأسري والاستقرار العائلي و تأمين الحياة الكريمة. على مر العقود الماضية، تم توظيف هذه الفئة شديدة الأهمية، والمطالبة بتوفير أرقام وظيفية من الجهات المختصة، لسد الاحتياج في مراكزها، والاعتماد على برامج التطوع، التي لا يتم اللجوء إليها ، إلا إذا كانت هناك جائحة أو أزمة كبيرة، فلماذا يُعلن عن التطوع بشكل مستمر؟ والعجيب أن وزارة الصحة تعلن باستمرار، عن فرص وظيفية، يفرح خريج طب الأسنان قليلا ، ثم يحبط ليجد تخصصه منسياً من بين الوظائف المعلنة، ولم تلقِ أي اهتمام ، وتطرح وظائف في مختلف التخصصات عدا طبيب الأسنان، والبالغ عددهم بالآلاف ! وكل سنة تُخرج الكليات ما بين 2000 - 3000 طبيب. بينما تؤكد الإحصائيات أن نسبة التسوس في المجتمع عالية، حيث تبلغ لدى الأطفال 93%، ناهيك عن المواعيد في المستشفيات الحكومية التي تصل إلى شهور، بل إلى سنوات أحيانا، وفي المقابل يستغل القطاع الخاص الأطباء السعوديين للعمل في منشآتهم، بساعات عمل طويلة مقابل عائد مادي متدنٍ لا يلبي طموحهم. وتؤكد التقارير أن وجود السعوديين العاملين، ضئيل جدا في القطاع الخاص، وبالمقابل كثرة الأطباء غير السعوديين الذين يعملون في هذه المنشآت الخاصة، والسبب أن مرتب الطبيب السعودي في القطاع الخاص لا يمثل إلا 30% من مرتب الطبيب في القطاع الحكومي. يواجه الطبيب خوفاً من المستقبل، فكما أنه لا يوجد دعم ولا آمال في هذا التخصص حتى الآن. من الحلول المقترحة: التوظيف المباشر في الوحدات الصحية، تشغيل الوحدات الصحية طوال اليوم، فتح العيادات في المساء لتغطية الاحتياج للمستفيد، فمن فوائد التوظيف المباشر للأطباء العاطلين، أنه يقلل فترة انتظار المريض لموعده. وأختم بمقولة طبيب أسنان منذ 7 سنوات لم يحصل على وظيفة حكومية، «حلم لم أستفق منه حتى الآن»!