في مهمة استكشاف علمية جديدة صوب الفضاء الخارجي، أطلق في وقت متأخر من ليل أول من أمس صاروخ (أطلس-5) من محطة سلاح الجو الأميركي في كيب كنافيرال بولاية فلوريدا حاملا قمرين صناعيين علميين لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا). وتأتي عملية إطلاق الصاروخ الذي يحمل القمرين الصناعيين العلميين لدراسة حزامين إشعاعيين يحيطان بكوكب الأرض. ووفقاً لبيان صادر عن (ناسا)، فقد وضع الصاروخ -الذي يبلغ طوله 58 مترا وصنعته شركة يونايتد لونش أليانس - القمرين الصناعيين في المدار بعد أن وصل إلى ارتفاع 30645 كيلومترا فوق سطح الأرض. ومن المتوقع أن يقضي القمران العلميان عامين في إجراء مسح للحزامين الإشعاعيين (فان آلن) المحيطين بكوكب الأرض واللذين تحاول أغلب المركبات الفضائية الأخرى تجنبهما. وقالت نيكولا فوكس نائب رئيس المشروع للصحفيين عقب الإطلاق "إنهما الآن في وطنهما داخل حزامي فان آلين الإشعاعيين وهو المكان الذي ينتميان إليه... بدأ العمل الفعلي للفريق العلمي الآن." واكتشف الحزامين الإشعاعيين -اللذين يحملان اسم جيمس فان آلن عالم الفيزياء بجامعة أيوا- في 1958 بواسطة القمر الصناعي اكسبلورر-1 وهو أول قمر صناعي علمي أميركي. ولا يزال الغموض يكتنف طريقة تشكل الحزامين واتساع نطاقهما في بعض الأحيان. وفهم هذه الظاهرة من الأمور المثيرة للفضول العلمي. وتتجنب أي مركبة فضائية تدور حول الأرض - بما في ذلك المحطة الفضائية الدولية - الطيران في المناطق العالية الإشعاع التي يمكنهما إتلاف الألواح الشمسية والتأثير على المعدات الإلكترونية لهذه المركبات. وعلى مسار ذي صلة، ذكرت تقارير إخبارية أن روسيا ووكالة الفضاء الأوروبية تعتزمان إطلاق مشروع علمي ضخم لاستكشاف القمر "جانيميد" الجليدي أكبر أقمار كوكب المشتري. وقالت التقارير إن روسيا ستستغل مركبة فضاء أوروبية تقوم بمهمة النقل كسيارة أجرة "تاكسي" لإتمام المهمة التي قالت عنها وكالة الفضاء الأوروبية إنها رائعة إلا أنها لا تزال تقلب النظر فيها. وكانت وكالة أنباء "إيتار تاس" قد نقلت هذا النبأ عن أحد العاملين بوكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" أول من أمس في موسكو، مشيرة إلى أن الهدف من المهمة يتمثل في تحليل المجال المغناطيسي للقمر الذي تصل درجة الحرارة على سطحه إلى 160 درجة تحت الصفر، كما تهدف إلى البحث عن أية آثار للحياة عليه. كانت وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا" قررت مؤخرا أنها ستطلق مسبارا فضائيا من مركز "كورو" الفضائي في أميركا الجنوبية نحو المشتري عام 2022، مبينة أن هذه المهمة التي أطلق عليها "مستكشف الأقمار الجليدية للمشتري" وعرفت اختصارا باسم "جوس" ستشمل الأقمار "جاليليو" و "إيو" و"أوروبا جانيميد"، و"كاليستو"، مشيرة إلى أن المسبار سيصل المشتري عام2030. وتجري وكالة الفضاء الأوروبية حاليا نقاشا حول ما إذا كان من الممكن حمل المسبار الروسي إلى المشترى على مركبتها أم لا. وقال باولو فيري مدير المهام الفضائية إلى الكواكب الأخرى في مركز التحكم بالأقمار الصناعية "إسوك" ومقره مدينة دارمشتات الألمانية: "قد يكون هذا احتمالا فاتنا، ونحن ندرس اقتراح الروس في ذلك". وصرح ديمتري تيتوف من إدارة البرامج العلمية بوكالة "إيسا" مكملا هذه الرؤية: "نأمل كثيرا أن ينجح هذا الأمر، ولو نجح فسيمثل ذلك إنجازا عظيما لنا."