زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى كما يقول اللغويون، وفي مستشفى الملك سلمان التخصصي بحائل اجتمع المبنى والمعنى، فالمبنى متميز في تصميمه وسعته وجودة إنشائه، والمعنى متميز في كوادره السعودية المؤهلة، وأجهزته العالمية. ولعل التنسيق بين كلية الطب في جامعة حائل ومستشفيات وزارة الصحة بحائل له أحسن الأثر في إيجاد أطباء من أبناء حائل ذوي مهارة عالية، وأداء متميز، أصبح حديث الناس في المنطقة. ثم إن تعاون كلية الطب في جامعة حائل مع كليات الطب في فرنسا وألمانيا وأمريكا، وابتعاثها لطلابها المتميزين الذين أصبحوا بعد عودتهم متسلحين بسلاح العلم والمهارة الطبية، يديرون العمل في كلية الطب في حائل، ويعالجون المرضى في مستشفى الملك سلمان التخصصي بحائل وغيره من مستشفيات المنطقة، هذا التواصل العلمي مع أرقى جامعات العالم نرى آثاره الطيبة الآن، وكل زائر لمستشفى الملك سلمان التخصصي بحائل، يُسر كثيرًا عندما يرى أبناء المنطقة وإخوانهم من المناطق الأخرى، من خريجي كلية الطب بحائل، يعملون في المستشفى بكفاءة عالية، ومهارة متميزة، يضاف إلى هذا صفة أخرى يتميز بها الأطباء والممرضون وهي صفة الأخلاق العالية، وحسن التعامل، والكرم بكل أنواعه، والسمْت الحسن، والاستقامة، فما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا. إن كلية الطب في جامعة حائل هي المصنع، الذي يتخرج منه مهرة الأطباء، ومن مميزات هذه الكلية أن برامجها معتمدة أكاديميا بالكامل، ولهذا تفوق طلاب كلية الطب بحائل في امتحان هيئة التخصصات الطبية، كما قفز معدل النشر العلمي للأبحاث الطبية المحكمة بنسبة تجاوزت 120 %. وتضم جامعة حائل خمس كليات طبية وصحية، وكل كلية فيها عدة أقسام متخصصة، فعلى سبيل المثال فإن كلية الطب بحائل تضم قسم الجراحة، وقسم الأمراض الجلدية، وقسم علم وظائف الأعضاء، وقسم الطب الباطني، وقسم طب الأسرة والمجتمع، وقسم الكيمياء الحيوية الطبية، وقسم أمراض النساء والولادة، وقسم علم الأدوية والسموم، وقسم الطب الإشعاعي، وقسم طب وجراحة العيون، وقسم التشريح، وقسم الأنف والأذن والحنجرة، وقسم جراحة العظام، وقسم طب الأطفال، وقسم علم الأمراض، وقسم التخدير، وهكذا بقية الكليات الصحية الأخرى تضم أقسامًا عديدة، لتخريج جيل من الأطباء السعوديين المهرة. إن الفضل في ذلك يعود إلى الله تعالى، فكل نعمة فهي منه سبحانه كما قال تعالى ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ 0للَّه)، ثم بعد فضل الله يعود الفضل لقيادة هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية، فما أحسن أثر هذه القيادة على رعيتهم، فهذا المستشفى الذي يحمل اسم ولي أمرنا الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله وما فيه من أجهزة عالمية، ثم هذا التأهيل العالي العالمي لطلاب من أبناء المنطقة وغيرهم، ليعالجوا المرضى في هذا المستشفى وغيره من المستشفيات، يدل على عناية الدولة وفقها الله بالمواطنين أينما كانوا. فيا معشر القراء: أبَعْدَ هذا يأتي جاهل أو حاسد أو حاقد ليغطي الشمس بغربال، فيزايد على ماتقدمه هذه الدولة لمواطنيها ؟!! إن شعب المملكة العربية السعودية يعلمون ماتقدمه هذه الدولة لهم من عناية ورعاية، لا نعلم لها نظيرًا في سائر الدول، وقد رأى الناس كيف تخلت دول عظمى عن مواطنيها في أزمة ( كورونا) وقالوا لمواطنيهم: ستفقدون أحبابكم، بينما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفقه الله (صحة الإنسان في المملكة نقدمها على الاقتصاد والمال وكل شيء) وقد قال وفعل، ووعد فأوفى. لذلك فكل من يسعى للإثارة والتهييج والتحريش ضد بلادنا وقيادتنا، سيصطدم بصخرة وفاء هذا الشعب مع قيادته، وسيعود خائبا وهو حسير، ويكون كناطحٍ صخرة يوما ليوهنها، فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وأدام توفيقهما إلى الخير، وجزاهما الله عنا خير الجزاء.