شددت حكومة كوريا الجنوبية على أنها ستتخذ قراراتها الخاصة في تعزيز دفاعاتها ضد تهديدات كوريا الشمالية، رافضة الدعوات الصينية لمواصلة سياسات حكومة سيول السابقة التي امتنعت عن إضافة المزيد من البطاريات الأمريكية المضادة لصواريخ ثاد (THAAD) التي تعارضها بكين بشدة. وسلطت الخلافات بين كوريا الجنوبيةوالصين الضوء على الخلاف المتجدد بين البلدين بعد يوم واحد فقط من لقاء كبار الدبلوماسيين في شرق الصين، وأعربوا عن أملهم في ألا تكون القضية سببا في تعثر العلاقات. علاقات ثنائية وتعرضت العلاقات الثنائية لضربة كبيرة في عام 2017 عندما قامت كوريا الجنوبية بتركيب بطارية صاروخية تستخدم ثاد، وهو نظام دفاع منطقة عالي الارتفاع في الولاياتالمتحدة، ردًا على التهديدات النووية والصاروخية من كوريا الشمالية. وأثار القرار رد فعل غاضبًا من الصين، التي قالت إن النظام المضاد للصواريخ يمكن إعادة تشكيله ليقترب من أراضيها. وردت بكين بتعليق رحلات المجموعات الصينية إلى كوريا الجنوبية ومحو الأعمال التجارية الصينية لعملاق السوبر ماركت الكوري الجنوبي لوت، الذي كان قد وفر الأرض لنظام الصواريخ. حاول الرئيس السابق لكوريا الجنوبية، مون جاي إن، الليبرالي الذي واصل التعامل مع كوريا الشمالية، إصلاح العلاقات مع بكين من خلال التعهد ب «اللاءات الثلاثة» - أي أن سيول لن تنشر أي أنظمة THAAD إضافية، لن تشارك فيها شبكات الدفاع الصاروخي التي تقودها الولاياتالمتحدة ولن تشكل تحالفًا عسكريًا ثلاثيًا مع واشنطن وطوكيو. فيما تجاهل خليفته المحافظ، يون سوك يول، نهج مون، الذي تعهد بتعاون أمني أقوى مع واشنطن، وأعرب عن استعداده للحصول على المزيد من بطاريات ثاد لمواجهة جهود كوريا الشمالية المتسارعة لتوسيع برامجها النووية والصاروخية. مصالح أمنية وتعليقًا على اجتماع يوم الثلاثاء السابق بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الكوري الجنوبي بارك جين، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين في إيجاز أن موقف بكين بأن نظام ثاد في كوريا الجنوبية يقوض «مصالحها الأمنية الإستراتيجية». وأضاف أن سيول التزمت بسياسة «ثلاثة أرقام وحد واحد»، ويبدو أن الأخير يشير إلى تعهد بالحد من عمليات بطارية THAAD الموجودة بالفعل، وهو أمر لم تعترف به سيول علنًا أبدًا. وقال وانغ «أجرى وزيرا الخارجية تبادلا متعمقا لوجهات النظر حول قضية ثاد، حيث أوضحا مواقفهما وعززا التفاهم المتبادل». وقال إن الوزيرين اتفقا على «إيلاء أهمية للمخاوف المشروعة لبعضهما البعض ومواصلة التعامل مع القضية والسيطرة عليها بحكمة» لمنعها من أن تصبح «حجر عثرة» في العلاقات الثنائية. وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان إن حكومة يون أكدت أن نظام ثاد هو أداة دفاعية لحماية أرواح وممتلكات كوريا الجنوبية، ومسألة تتعلق بالأمن القومي لا ترغب سيول في التفاوض معها مع بكين. كما أصر على أن «اللاءات الثلاثة» لم تكن أبدًا اتفاقية أو وعدًا رسميًا.