عندما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عبدالعزيز بتاريخ 24 أكتوبر 2017 مشروع "نيوم" كان ذلك إيذاناً ببدء مرحلة جديدة ونقلة نوعية لمفهوم التنمية الحضرية، وما يجب أن تكون عليه مدن المستقبل من خلال تقديم نموذج عالمي رائد يحقق الاستدامة والمثالية للعيش بتناغم مع الطبيعة. بالأمس أعلن سموه قائد الرؤية وملهمها، ويسانده في ذلك شعب عظيم مؤمن بكل ما يتطلع إليه سموه، أعلن عن المخططات النهائية لمشروع "ذا لاين" الذي يأتي انعكاساً لما ستكون عليه المجمعات الحضرية مستقبلاً في بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وبما يضمن حياة هانئة صحية فارهة للإنسان. عندما شاهدنا إعلان اعتماد المخططات، رأينا ما كان يطلق عليه سموه مشروع الحالمين، وأن ذلك فعلا يتخطى أفهام ومعقوليات الزمن لكثير من الفهوم القاصرة التي لا يرى أصحابها أبعد من أرنبة أنوفهم. إن ما رأيناه فعلا شيء يدعو للفخر والتفاؤل بغد مشرق متميز لأبناء هذا البلد العظيم والعالم أجمع بما يوفره هذا المشروع من نقلة نوعية في الحياة والاقتصاد الوطني من خلال ما يقوم عليه من نظرة شمولية لكل ما من شأنه تحقيق كافة سبل الراحة والرفاه للوطن والمواطنين والزائرين. إن ما شاهدناه شيء خارج نطاق المعقول لكثير ممن يعيشون خارج الزمن، أما مهندس الرؤية وخلفه شعب لا يعرف المستحيل فهذا أمر قد تحقق بالفعل في الوجدان وتحت أنامل الخبراء والمستشارين والمهندسين، ولم يتبق إلا أن يتمثل ذلك واقعا معاشا على أرض نيوم المجيدة، ولن يستطيع أي شخص كان أن يقف في طريق نجاحه كما أكد على ذلك مهندس الرؤية عند الإطلاق. إن الكلمات واللغة لتقف عاجزة عن وصف ما تم عرضه، وإن الأفئدة لتشع فرحا بمشاهدة هذا العمل العملاق الذي سيغير الرؤية التقليدية والمفاهيم المؤسسة للمدن وسيخلق تصورا جديدا للمدن العصرية المستقبيلة، وسيجعل من المملكة وجهة منتظرة لمحبي الاطلاع والاستكشاف والمغامرة. شيء من الحكمة: الطموح هو أن تعيش بضع سنوات من حياتك يستهزئ بك أغلب الناس، لكي تعيش بقية حياتك بشكل لا يستطيعه أكثر الناس. جورج برناردشو.